الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في الزواج من شخص لم أره لكني أعرف عائلته!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تمنيت الزواج من شخص لم أره ولم يرني، لكني أعرف عائلته، وأحلم به كثيراً، فما تفسير ذلك؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الفاضلة- ورداً على استشارتك أقول:

- مثل هذه الرؤى غالباً ما تكون من حديث النفس؛ كونك تتمنين أن تتزوجي بذلك الشخص من تلك العائلة، ومثل هذه الرؤى ليس لها تفسير.

- احرصي أن يتوفر في شريك حياتك الصفات المطلوبة، وخاصة أن يكون صاحب دين وخلق، وهي أهم الصفات التي أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبداً، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

- احرصي كذلك على توفر الصفات التي من شأنها تديم العشرة وتجعل حياتك مستقرة.

- الزواج لا يكون بالتمني ولكنه يجري وفق ما قدره الله تعالى للإنسان، فكم من إنسان بذل كل ما بوسعه للزواج من فتاة بعينها فلم يتمكن، وذلك لأنها ليست من نصيبه، وهكذا بعض الفتيات.

- الزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، فمن كان من نصيبك فسيهيأ الله الأسباب للزواج به، ومن ليس من نصيبك فلن تتمكني من الارتباط به ولو بذلت كنوز الدنيا.

- لا تفكري بالزواج بعاطفة مجردة، وعليك أن تفكري بعقل مرتبط بالشرع، وانظري في مآلات الأمور وعواقبها.

- كوني متأنية ولا تتعجلي فالتأني من الله والعجلة من الشيطان كما أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام.

- لا تربطي نفسك ولا تعلقي قلبك بشخص معين فلعله لا يكون من نصيبك؛ فتصابي بالحزن والكآبة إن لم تتمكني من الارتباط به، وعليك أن تترقبي ما سيسوقه الله لك، فمن تقدم لك وفيه الصفات المطلوبة فصلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور، وابدي موافقتك متوكلة على الله، فإن الله لن يختار لك إلا ما فيه الخير؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

- لا بأس أن تسألي أخواته عنه وعن دراسته، وهل يعزم على مواصلة الدراسة وفي أي تخصص يريد أن يواصل دراسته، فلعلهن يخبرنه عنك فيخطبك.

- إن سمعت عنه وعن صفاته شيئاً، فلا بأس أن تثني عليه أمام عائلته بطريقة غير مباشرة.

- وطدي علاقتك مع أسرته وكوني قريبة منهن، فإن أحببنك ذكرنك لذلك الشاب فلعله يرغب بالزواج بك.

- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق في حياتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً