الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج الخوف ومواجهته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لو سمحت يا دكتور أرجو أن تجد لي حلاً؛ لأنني متعبة جداً حيث إنني عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري وكان يأخذني والدي إلى المدرسة يومياً، وكنت فتاة طبيعية ومجتهدة في دراستي؛ وفجأة مرضت مرضاً حتى الآن لم أعرف له سبباً، حيث إنني كنت يومياً أحس بالغثيان وأستفرغ، وخاصة عندما كنت أصل بالقرب من المدرسة، كانت حالتي تزداد سوءاً، أما عندما كنت أذهب إلى المدرسة في وقت متأخر قليلاً كنت طبيعية، وظللت على تلك الحال حوالي 3 سنوات.

كنت طوال العام بخير وطبيعية وعندما تأتي نفس الفترة من السنة كانت تعاودني الحالة، والحمد لله أصبحت بعد ذلك طبيعية ولم تعاودني الحالة وكبرت، وكنت أحب السفر كثيراً وسنوياً كنت أسافر، وقبل 3 سنوات طلبت مني أختي التي تصغرني أن تسافر معي، وكانت تلك أول سفرة لها وفي المطار أحسست بأنها خائفة وكانت تحس باللوعة ورأيتها وكأن العقل الباطن أسترجع الماضي ومن يومها وأنا لم أسافر، حيث إنني أحس بالخوف من السفر، أو بالأحرى الخوف من المكان (المطار)، وأحس بأنني بمجرد التفكير في السفر أحس بالغثيان، وأهلي سنوياً يريدون أن يسافروا، ولكنني أجتهد في الأعذار، ولا أعرف ماذا أفعل يا دكتور؟

وأحس وكأنني سأقع أو سيغمى علي بمجرد التفكير في السفر، مع أنني إنسانة والحمد لله ملتزمة بالصلاة والقيام، لذا أرجو يا دكتور أن تجدوا لي حلاً، سواء بإعطائي أسماء للكتب حتى أستطيع التغلب على الخوف أو أي حل آخر، ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

أرجو يا دكتور أن تبعثوا لي الرد على إيميلي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنودة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الأعراض والمراحل لهذه الأعراض، والتي ذكرتيها، وقد بدأت معك في أيام الدراسة تمثّل التاريخ الطبيعي لتطور مرض المخاوف؛ حيث إن البدايات الأولى تكون هي عدم الارتياح حين الذهاب إلى المدرسة، ثم بعد ذلك قد يظهر الخوف في أوقات مختلفة في صور مختلفة، ولكن على العموم حالة المخاوف التي تنتابك ليست بالصعوبة أو الحدة المعيقة، ولكن عليك أن تكوني أكثر قوة في المواجهة؛ حيث أن التجنب والابتعاد عن مصادر الخوف يؤدي إلى زيادتها وتعقيدها، كما أن الشعور بأنك سوف يُغمى عليك حين تفكرين في السفر هو شعور غير حقيقي، وإن كنت أعلم أنه مُزعج، ولكن أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي شيء، فعليك التفكير بالسفر، وأن يكون هذا التفكير شاملاً لكل مراحل السفر، أي منذ الحجز في الطائرة وتحضير الشنط وخلافه.

أرجو أن تنغمسي في هذا التفكير لمدةٍ لا تقل عن نصف ساعة في اليوم، وهذا يُعرف باسم المواجهة في الخيال، وهي تُعتبر خطوة مهمة جداً؛ حتى يستطيع الإنسان أن ينتقل إلى المواجهة في الحقيقية.

العلاج العام لا يتطلب قراءة الكتب، ولكن هو في أساسه يقوم على المواجهة كما ذكرت لك، وتوجد عدة كتب وأشرطة في كيفية العلاج السلوكي، ربما يكون من أبسطها وأسهلها الأشرطة والكتيبات التي كتبها الدكتور صلاح الراشد، والتي منها (كيفية علاج الخوف ومواجهته) وكتيب آخر باسم: (كن مطمئناً).

بجانب هذه العلاجات والمواجهات السلوكية تُعتبر الآن الأدوية التي تنشط المادة التي تعرف بالسيروتينين في الدماغ من الأدوية الفعالة والممتازة جداً لعلاج المخاوف، وهي أدوية سليمة وغير إدمانية ولا تسبب ضرراً.

الدواء الذي ننصح به هو الزيروكسات أو السبراليكس، والزيروكسات ربما يكون هو الأفضل، وجرعته هي نصف حبة أولاً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بنفس المعدل أي نصف حبة كل أسبوعين أيضاً؛ حتى تصلي إلى حبتين في اليوم، وتستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر متواصلة، وبكل التزام، ثم بعد ذلك تبدئين في تخفيض الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، حتى يتم التوقف عن الدواء.

أرجو أن أؤكد لك أن حالتك بسيطة، فقط عليك المواجهة، وأن لا تكوني حساسة نحو مصادر الخوف.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً