الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أوفق في حياتي رغم حرصي على العبادات والدعاء، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باختصار: أنا إنسانة لم أوفق في حياتي بأي شيء، رغم أخلاقي وبساطتي ولين تعاملي مع الجميع، ورغم التزامي بالصلاة والصوم والقرآن والأذكار والاستغفار، ولم أر أي تقدم في حياتي.

من ناحية النصيب لا تنجح أية خطوة، يأتي عرسان ورغم الاتفاق لا يتم الأمر، ويذهبون بلا عودة، وكل من حولي تزوجن، وأصبح لديهن أولاد، وأنا أنتظر، رغم إيماني التام بقضاء الله وقدره، ولكني أرجو أن أنعم بحياة واستقرار، ككل الفتيات.

انصحوني، جزاكم الله خيراً عني وعن المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بعدم التوفيق في الحياة رغم الالتزام بالعبادات والأخلاق الحميدة، يمكن أن يكون تحديًا وابتلاءً، والله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بما يشاء، ولكن مع الابتلاء يكون الفرج، والصبر عليه هو مفتاح الفرج.

لكل شخص نصيبه في الحياة الذي كُتِب له، ومن الطبيعي أن تشعري ببعض الإحباط أو القلق حيال هذا الموضوع، قال تعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡء مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡص مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ا⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ا⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [البقرة ١٥٥].

أود أن أقدم لك بعض النصائح التي قد تجدين فيها بعض العون والسلوى:
1. استمري في الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يكتب لكِ الخير في أمر زواجك وحياتك، وتذكري أن الدعاء يغير القدر، وهو سلاح المؤمن، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠].

2. حافظي على روح التفاؤل والنظرة الإيجابية للحياة، وثقي أن لكل شخص طريقه الخاص في الحياة، وأن كل تأخيرة فيها خيرة.

3. استغلي هذه الفترة لتطوير نفسك ومهاراتك، سواء كان ذلك من خلال التعليم، وتعلم هوايات جديدة، أو حتى العمل التطوعي.

4. تحدثي مع شخص حكيم تثقين به، قد يكون شخصًا من العائلة، أو صديقة، أو حتى مستشارًا أسريًا أو نفسيًا.

5. الصبر على الابتلاء والشكر على النعم القائمة من أهم الأشياء التي ترفع البلاء وتجلب الخير، قال تعالى: ﴿وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [هود ١١٥].

6. احرصي على توسيع دائرة معارفك والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تتيح لك التعرف إلى أشخاص جدد، وربما فتح أبوابًا جديدة.

7. كوني على يقين بأن الله خبير بحالك، وأن لكل أجل كتاب، وما كتبه الله لكِ خير لكِ سواء علمت ذلك أم لا، فهناك من لا يتزوج في هذه الحياة، ويعوضه الله في الجنة، وهناك من يتزوج ولا يرزق بذرية، قال تعالى: ﴿لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ اتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ یَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ إِنَـٰثا وَیَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ ٱلذُّكُورَ. أوۡ یُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانا وَإِنَـٰثاۖ وَیَجۡعَلُ مَن یَشَاۤءُ عَقِیمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِیم قَدِیر﴾ [الشورى 49- 50].

8. ربما يكون هناك جوانب للنمو والتحسين في النفس يمكن أن تعملي عليها، وتساعدك على تحقيق ما تطمحين إليه.

في الختام: أدعو الله أن يفرج همك، وييسر أمرك ويقدر لكِ الخير حيث كان، ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً