أنا بعمر 28 سنة، دائماً أشعر أني فاشلة، وأني غير نافعة، ودائماً أشعر بالحزن شديد، كلما عملت أترك العمل، لأنني أشعر بالفشل، رغم أنه لا أحد يقول إني فاشلة، لكن دائماً أشعر بالفشل.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتفهم تمامًا شعورك بالإحباط والحزن، خاصةً مع شعورك المستمر بالفشل وعدم الفائدة، من المؤسف أن تعاني من هذه المشاعر في عمر 28 عامًا، وهي فترة مليئة بالطموح والإمكانيات، لكن تذكري أن شعورك بالفشل لا يعكس واقعك تمامًا.

إليك بعض النقاط التي قد تساعدك على التغلب على هذه المشاعر:
• لاحظي أفكارك السلبية حول نفسك، وكوني موضوعية فيها.
• اسألي نفسك: هل هذه الأفكار صحيحة دائمًا؟ هل هناك أدلة تدعمها؟ (يمكنك استخدام سجل الأفكار: ابحثي عن طريقة استخدامه عبر الشبكة العنكبوتية).
• حاولي استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر إيجابية وواقعية.
• لا بأس أن تفحصي مستوى الاكتئاب لديك، سواء عبر استبيانات عبر النت، أو عبر زيارة عيادة متخصصة.
• ركزي على مهاراتك وإنجازاتك، مهما كانت بسيطة.
• قدّري نفسك وقيمي إمكانياتك.
• تذكري أن لكل شخص نقاط ضعف وقوة، ولا كامل إلا الله تعالى.
• حددي سبب شعورك بالفشل في كل موقف.
• تعلمي من أخطائك، وابحثي عن حلول للمشاكل التي تواجهينها.
• لا تستسلمي بسهولة، حاولي مرة أخرى بعد التعلم من التجربة.
• تحدثي إلى شخص تثقين به عن مشاعرك، مثل صديقة أو أحد أفراد العائلة أو معالج نفسي.
• لا تخجلي من طلب المساعدة، فهذا لا يعني ضعفًا.
• اهتمي بنومك وتناولك غذاءً صحيًا، وممارسة الرياضة بانتظام.
• خصصي وقتًا للهوايات التي تستمتعين بها.
• مارسي تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس.

قد تستغرق عملية التغلب على مشاعر الفشل بعض الوقت، فلا تيأسي، وتذكري أنك لست وحدك، فهناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشاعر مشابهة.

مع الصبر والمثابرة، ستتمكنين من التغلب على هذه المشاعر وتحقيق النجاح في حياتك.

استعيني بالله تعالى وثقي بأنه سيعينك ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [البقرة ١٥٣] وتذكري قول الله تعالى: ﴿قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [الزمر ٥٣].

نسأل الله لك السداد والتوفيق.