الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع الأطفال الذين يؤذون الناس بتصرفاتهم؟

السؤال

كيف نتصرف مع الأطفال الذين يقومون بشتم الناس، وتخريب ممتلكات الآخرين، وإلقاء الحجارة عليهم؟

علماً بأن النصيحة لا تصلح معهم، بل تزيدهم طغيانًا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعامل مع الأطفال الذين يمارسون سلوكيات مثل الشتم، والتخريب، ورمي الحجارة، يتطلب نهجاً متعدد الجوانب يشمل: التفهم، والتأديب، والتوجيه.

فيما يلي بعض الاستراتيجيات المقترحة:

1. لا بد من فهم الأسباب التي تقف وراء هذه السلوكيات، هل هناك مشكلات في المنزل أو المدرسة؟ هل يشعرون بالإحباط أو العزلة؟ الفهم العميق لجذور المشكلة ضروري للتعامل معها بشكل فعال، هناك كثير من السلوكيات لدى الأطفال تأتي كردود أفعال للبيئة المحيطة بهم.

2. يجب أن يكون الأطفال على وعي بالحدود والقواعد، والعواقب المرتبطة بتجاوزها، الثبات والاتساق في تطبيق هذه الحدود مهمان للغاية، وهنا يمكن أن يلجأ الوالدان أو المربي إلى تعليم هذه القواعد للأطفال، وبشكل واضح وصارم.

3. تشجيع السلوك الجيد ومكافأته يمكن أن يساعد في تعزيز التصرفات الإيجابية وتقليل السلبية، يجب الاحتفاء بالتصرفات الإيجابية وتقديم المكافآت المناسبة.

عليكم أن تشجعوا السلوك الجيد ولو كان يسيرًا أو لا يذكر؛ فهذا يعزز لديهم السلوكيات الإيجابية، ويقلل من هذه التصرفات السلبية.

4. في حالة السلوك السيئ، يجب توجيه الطفل وإبلاغه بشكل واضح لماذا يعتبر سلوكه غير مقبول، والتأديب يجب أن يكون متناسبًا وموجهًا نحو تعليم الطفل، بدلاً من مجرد عقابه.

5.قد يحتاج بعض الأطفال إلى دعم نفسي أو استشاري لمعالجة القضايا العاطفية والسلوكية، والعلاج السلوكي المعرفي وغيره من أشكال العلاج يمكن أن يكون مفيدًا، لا سيما أن بعض هذه السلوكيات تكون نتيجة لاضطراب سلوكي.

6. الأطفال يقتدون بما يرونه من الكبار، فمن المهم أن يروا في الكبار قدوة صالحة في السلوك والأخلاق. كيفما تكونوا أيها الآباء يكن أبناؤكم.

7. تعليم الأطفال القيم الإسلامية مثل الرحمة، التسامح، واحترام الآخرين، يمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوكهم، ويمكن ضرب القصص والأمثال من السيرة النبوية، وطريقة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم، مع الآخرين الذين أساؤوا إليه.

8. تؤكد السنة النبوية على أهمية العطف والحب في التربية، كما ورد في الأحاديث الشريفة التي تشير إلى الرفق واللين مع الأطفال، فلم يضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة ولا خادماً ولا طفلاً قط.

9. الصبر على تصرفات الأطفال السلبية، والدعاء لهم بالهداية والصلاح، من الأمور المهمة في التعامل مع التحديات السلوكية، والدعاء وسيلة فعالة يغفل عنها الآباء، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَ ٰجِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُن وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان 74].

من المهم التواصل مع المختصين في مجال التربية والصحة النفسية، إذا كانت المشكلات السلوكية مستمرة، وتؤثر بشكل كبير على حياة الطفل ومحيطه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً