الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أتجاهل الفتاة صاحبة الدين من أجل آراء أهلي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أعرف فتاةً صاحبة دين وأخلاق، وأهلها يعرفونني، ويعلم أهلي بأننا نتحدث، وقد أرسلت أمي لبيتها لتتعرف إليها، وإن كان هناك نصيب فإننا سنتزوج بعد بضع سنين.

المشكلة: أن أهلي نصحوني بعدم التسرع بأخذ القرار، وأنه يجب عليّ أن أنهي دراستي، وأعمل، وأن الحب الحقيقي هو أن يدق قلبك للشخص المكتوب لك، وأنا حقيقةً لا أؤمن بهذه الأفكار، فإذا لم يكن هناك توافق في الأخلاق والدين فكيف سيدق قلبي لها؟!

وسؤالي: هل أصغي لأهلي وأقطع علاقتي بهذه الفتاة، أم أنني في الخيار الصحيح؛ لأن الفتاة صاحبة دين وأخلاق؟

كما أن أهلي مقتنعون بفكرة أنني قد أجد الإنسانة التي سأرتبط بها في العمل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

لا شك أن الشاب هو صاحب الاختيار في مسألة العلاقة الزوجية، وكذلك الفتاة؛ فالشرع يُعطيها الاختيار، ولكن كل ذلك ينبغي أن يتم بإشراف الأهل، وعبر المجيء للبيوت من أبوابها، وقد أحسنت بإرسال الوالدة لأهلها، وإذا رجعت الوالدة وهي بانطباع جيد -وخاصةً في جانب الدين والأخلاق- فبعد ذلك العبرة بقبولها.

فدور الوالدين هو دور إرشادي، لكن إذا كان هناك اعتبارات شرعية، فينبغي أن يُطاع الوالد، وتطاع الوالدة، ويظهر أنه في هذه الحالة لا يوجد هذا الإشكال من الناحية الشرعية، وأرجو أن تجتهد في إقناع الوالدة، وترسل كذلك الأخوات حتى يتعرفوا إلى الفتاة، وأن توسّع دائرة التعارف والتعرّف بالفتاة وأسرتها؛ لأن قضية الزواج -كما نُذكّر دائمًا- أنها ليست علاقة بين شاب وفتاة، ولكنها علاقة بين بيتين، وبين أسرتين،؛ لذلك ينبغي أن نوسّع دائرة السؤال، ومن حقهم أن يسألوا عنكم، ومن حقكم أن تسألوا عنهم.

وإذا كانت الفتاة -كما أشرت- صاحبة دين فاجتهد في إقناع أفراد أسرتك، وقرّب الصورة بينها وبين أخواتك، وعمّاتك، وخالاتك -يعني من هؤلاء- أيضًا تواصل مع أهلها، حتى يكون هناك مزيد من التعارف والتعرُّف فيما بينكم.

أمَّا فيما يتعلق بالتواصل الخاص بينكما:
فأرجو أن يتوقف؛ لأنه إلى الآن لا يُوجد غطاء شرعي، ولا توجد خطبة رسمية، وحتى بعد الخطبة، والخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسُّع معها في الكلام.

وإذا كانت إجراءات الزواج ستأخذ أعوامًا، فأيضًا هذا يدعونا إلى مزيد من التريث في هذه المسألة، أو في مسألة التواصل بينكما؛ لأن هذا التواصل ربما يُحرّك كوامن الشهوة، وتطول المدة، ويصعب عليكم بعد ذلك الانتظار، وليس من المصلحة أن يطول الانتظار.

على كل حال: أرجو أن تزن كل هذه الأمور بميزان الشرع، الذي يُحدد للشاب كيف يتواصل مع الفتاة، وحدود علاقته مع الفتاة، وأيضًا ينبغي أن تُشرك الأهل في قراراتك.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً