الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفات جدتي تزعجني.. فكيف أتصرف معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 24 سنة، أنا وأسرتي نسكن مع جدتي -والدة أبي- ولكنها تكذب كثيرًا، وتشتكي منا لأتفه الأسباب، وتتجسس، وتتدخل فيما لا يعنيها، وتتعامل مع أمي بشكل سيئ، رغم أن أمي تعاملها بحنان مثل ابنتها، وبها أشياء كثيرة لا نحبها فيها، فكيف يمكنني التعامل معها؟ لأنها تثير أعصابي، ولا أريد أن يؤخذ عني أعمامي وأبي فكرة خاطئة بسبب تعاملي مع أمهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ranim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث، كان وأن يرضيك به.

وبخصوص سؤالك؛ فاعلمي أن لجدتك حقاً عليك، ومن واجبها عليك برها والإحسان إليها، وتحمل أذيتها، وهذا ما فعلته والدتك حفظها الله.

وأما تصرفات الجدة وكذبها -كما ذكرت- فإن هذه التصرفات محرمة، لكن هذا لا يوجب هجر الجدة ولا التقليل من برها، بل يجب عليكم مناصحتها بالمعروف دون أن يصحب ذلك أي نوع من الإساءة إليها، وإلا اعتبر عقوقاً.

أختنا الفاضلة: إن برك بالجدة فرع عن البر بالوالدين، فقد قال ابن المنذر: (والأجداد آباء، والجدات أمهات، فلا يغزو المرء إلا بإذنهم، ولا أعلم دلالة توجب ذلك لغيرهم من الإخوة وسائر القرابات) [ا.هـ].

وقد نص ابن حزم في كتابه مراتب الإجماع على اتفاق أهل العلم على فرضية بر الجد، فقال: (وَاتَّفَقُوا ‌أَن ‌بر ‌الْوَالِدين ‌فرض وَاتَّفَقُوا أَن بر الْجد فرض) [اهـ].

وعليه فننصحك بعدم اتخاذ أي وسيلة تغضب الجدة منك، لا سيما وأن هذا قد يوقعك ووالدتك -بالتبعية معك- في مشاكل مع والدك وأعمامك، وإن تجاوز الأعمام عنك فلن يسامحوا والدتك، والتي لا ذنب لها في ذلك.

لذا عليك الإحسان إليها ما استطعت، والاجتهاد في برها، ومرافقة والدتك في ذلك لتتعلمي منها، وتذكري أن الجدة فاكهة راحلة، فاجتهدي أن تستمتعي بها؛ فغداً قد تبكين على فراقها.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة