الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجرني والدي منذ ولادتي، فهل أصله وأبره؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي تركني مع والدتي منذ أن كنت في عمر الشهرين، لم أعرف عنه أي شيء، حتى أصبح عمري 15 سنة، علمنا بأنه متزوج ولديه بنتان، وتكلمت معه حين عرفته، وأتواصل بين الحين والآخر، فهل عدم التحدث معه يدخل في باب العقوق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يبارك في عمرك، وأن يحفظك إنه جواد كريم.

نتفهم حديثك جيدًا، وندرك أنك أمام معاناة بين أب لم تعرفه طيلة خمسة عشر عامًا، وعاطفة تريد أن تستشعر الأب في حياتك، وهنا لا بد أن نخبرك بعدة أمور:

أولًا: لست مسؤولًا عما حدث بين والديك، ولا يجوز لك التفتيش لمعرفة المخطئ من المصيب.

ثانيًا: اعلم أن عاطفة الأبوة لا تموت، فوالدك يحبك وإن لم يرك، عاطفة المحبة قائمة وإن غاب عنك.

ثالثًا: بر الولد بأبيه ليس معاوضة، بمعنى أن البر واجب عليك أحسن إليك الأب أو أساء، الله أمرك بذلك وعليك إرضاء الله في والدك حتى لو كنت تقول في نفسك أنه أخطأ في حقك.

رابعًا: الخلافات التي بين الوالدين لا تصرفك عن برهما، فلا تدخل في تلك الخلافات، واجتهد في إرضاء الاثنين معًا، فهما عيناك -يا أخي-.

لذا نوصيك بالتواصل مع والدك، والاتصال به، والسؤال عنه، افعل ذلك دون أن تغضب أمك، وإن علمت أن تواصلك معه يغضبها فلا تخبرها بذلك، ولا تجمع عليها الهموم، وتذكر أنها تعبت كثيرًا لأجلك، وأنت عندها حياتها فلا تعصها ولا تغضبها، حتى لو اضطررت إلى التواصل مع أبيك دون علمها فلا حرج.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً