الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صرت عدوانية بسبب الضغط النفسي والكتمان، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شخصية حساسة وكتومة، وازداد هذا الشعور بعد ابتلاء مررت به، حتى أصبحت أتأثر من أبسط الأشياء، وأبكي كثيرًا، حتى لو كان الأمر غير متعلق بي، كمشكلة بسيطة بين الأهل.

تعبت كثيرًا، حتى تحول هذا الضغط الداخلي والكتمان إلى رد فعل هجومي تجاه الآخرين، فهل يوجد حل عملي لهذا؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم -أختي الفاضلة- إن طبيعة شخصيتنا إنما هي نتاج ما مررنا به في حياتنا، من أسلوب التربية والتنشئة، والتجارب، والمواقف التي مررنا بها.

فأولًا: لا يفيد أن نلوم أنفسنا على الشخصية التي تكونت عندنا؛ فهي ليست من صنعنا، وإنما من صنع البيئة التي نشأنا فيها.

ثانيًا: واضح أنك شديدة الحساسية، بحيث أنك كما ذكرت تتأثرين بكل شيء، وبكل حدث من حولك، وسأذكر لك هنا بعض الخطوات العملية، التي يمكن أن تعينك على تغيير هذه الطبيعة الحساسة، وأطمئنك أن غيرك استطاع أن يغير، أو يخفف من شدة حساسية شخصيته، فأنت لست الأولى، ولست الأخيرة، وستستطيعين -بإذن الله عز وجل- تغيير هذه الطبيعة.

من هذه الخطوات العملية:

أولًا: أن تقبلي نفسك كما أنت؛ فالنفس عزيزة علينا، ويجب أن نقبل بها كما هي، وهذا القبول لا يعني عدم الرغبة بالتغيير، ولكن القبول هو رأس المال في الانتقال إلى مرحلة ثانية.

ثانيًا: حاولي أن تبني عواطفك، أو أن تضبطي عواطفك قدر الإمكان من خلال ما نسميه بضبط العواطف والمشاعر، فإذا كنت في موقف أثر فيك كثيرًا، فحاولي أن تقومي بأمرين: الأول: هو التخفيف قدر الإمكان من ردة الفعل العاطفية، والثاني: إذا لم تستطيعي التخفيف من ردة الفعل: أن تتركي المكان وتتجنبيه.

ثالثًا: ابدئي بممارسة ما يسمى بالحضور الذهني، أو الـ mindfulness، وهو أن تذكري نفسك بالزمان والمكان الذي أنت فيه، وقومي بمهارات ما نسميه التأريض -أي النزول إلى الأرض-، وهي من خلال ملاحظة بعض الألوان التي من حولك، أو بعض المشاعر والأحاسيس التي تشعرين بها.

رابعًا: حاولي أن تكتبي في دفتر صغير، تذكرين فيه بعض المواقف، وردة الفعل العاطفية التي شعرت بها، فمن خلال الزمن ستلاحظين أن هناك نمطًا معينًا من ردات الفعل عندك، وبالتالي ستستطيعين ضبطها.

خامسًا: أن لا تأخذي الأمور على محمل شخصي؛ فبعض الأحداث التي تدور من حولك، لست أنت المقصودة بها، وإنما كنت فقط في ذلك الزمان والمكان، فلا تفسريها تفسيرًا شخصيًا.

وأخيرًا: حاولي أن ترفعي من قدرتك على تحمل ما يقلق، أو الضغوط، بحيث تنمي عندك مهارات الاسترخاء، فإذا شعرت ببعض الانزعاج في موقف معين، حاولي أن تمارسي بعض تمارين الاسترخاء، وهي موجودة في حنايا هذا الموقع، وهي كثيرة، منها:
التنفس البطيء؛ بأن تأخذي نفسًا وتحبسيه في داخلك لمدة 4 ثوان، ثم تخرجيه بهدوء، وكرري هذا الأمر عدة مرات، وستجدين أن انفعالك قد خف كثيرًا، ويمكنك الاستفادة من هذه الاستشارة في ذلك: (2136015).

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، ويوصلك للطبيعة التي ترغبين فيها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً