الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأوزان الصرفية التي يستوي فيها المذكر والمؤنث والمفرد والجمع

السؤال

ما هي الأوزان الصرفية للصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث والمفرد والجمع معًا مع ذكر أمثلة على ذلك. أرجو التكرم بالرد مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقال الشيخ العلامة مصطفى الغلاييني في كتابه جامع الدروس العربية: ما يستوي فيه المؤنث والمذكر ما كان من الصفات على وزن (مِفْعل) كمغشم ومقول أو (مِفعال) كمعطار ومقوال أو (ِمِفْعيل) كمعطير ومسكير أو (فَعول) بمعنى فاعل كصبور وغيور أو (فَعيل) بمعنى مفعول كقتيل وجريح أو على وزن (فِعْل) بمعنى معفول كذبح وطحن أو (فَعَل) بمعنى مفعول كجزر وسلب أو مصدرا مرادا به الوصف كعدل وحق يستوي فيه المذكر والمؤنث فلا تلحقه علامة التأنيث، يقال: رجل مغشم ومقوال ومسكير وغيور وقتيل وعدل وجمل وذبح وجزر، وامرأة مقوال ومعطار ومعطير وجريح وعدل وناقة ذبح جزر. اتنهى.

والفعيل بمعنى المفعول يستوي فيه المفرد والجمع والمذكر والمؤنث مثل حصيدا في قوله تعالى: فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ {الأنبياء:15}. فحصيدا هنا يراد بها الجمع بدليل ضمير الجمع في جعلناهم، ومثله فعيل المراد به الجنس، ومن ذلك كثير في قوله: وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء { النساء: 1} وفي قوله تعالى: وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ {آل عمران:146} وظهيرا ومنه قوله تعالى: وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ {التحريم:4} وكذلك يقال: الحميم والصديق للواحد والاثنين والجماعة والمؤنث والمذكر ومنه قوله تعالى: وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا {المعارج:10} وقوله تعالى: فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ*وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ {الشعراء:100}

ومنه قوله الشاعر: هن صديق للذي لم يشب.

ومما يستوي فيه الكل فَعول بالفتح ومنه العدو. قال تعالى: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ {الشعراء:77} وقال: فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ. {النساء: 92}. وقال تعالى: إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا. {النساء: 101} وكذا فُعُل بضمتين كجنب من الجنابة يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، ومنه قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا. {المائدة: 6}. وربما قالوا في جمعه أجناب وجنوب. وكذا فَعْل بفتح وسكون كضيف، قال الله عز وجل: إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ {الحجر: 68}

وراجع المخصص لابن سيده وشروح الألفية عند الكلام على قول الناظم:

ولا تلي فارقه فعولا * أصلا ولا المفعال والمفعيلا.

كذاك مفعل..

والله أعلم..

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني