الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه السادس والتسعون :

                                                                                                                                                                                                                              إنما امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من طلب التخفيف في المرة العاشرة لما أمره موسى بذلك لأمرين :

                                                                                                                                                                                                                              أحدهما : أن الأمر إذا انتهى إلى حد الإلحاح كان الأولى الترك .

                                                                                                                                                                                                                              ثانيهما : أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تفرس أن هذا العدد لا يحط عنه فاستحى أن يسأل في مظنة الرد ، ووجه التفرس أن الله تعالى أدرج التخفيف خمسا خمسا من خمس إلى خمس .

                                                                                                                                                                                                                              فالقياس أنه إن خفف بحذف الخمسة الأخيرة ارتفعت الصلاة بجملتها ، وقد علم أنه لا بد من وظيفة ، فلهذا ترك السؤال ، وكشف الغيب أن العلم القديم تعلق ببقاء هذه الخمس ، ولهذا بقيت ، فصدقت الفراسة ، وأصابت الفكرة ، ولهذا جاء في بعض الطرق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما امتنع من المراجعة في العاشرة نادى مناد : «أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية