قوله: وردة أي: مثل وردة فقيل: هي الزهرة المعروفة التي تشم، شبهها بها في الحمرة، وأنشد:
4181 - فلو كنت وردا لونه لعشقنني ولكن ربي شانني بسواديا
وقيل: هي من لون الفرس الورد، وإنما أنث لكون السماء مؤنثة. وقال : "أراد لون الفرس الورد، يكون في الربيع إلى الصفرة، وفي الشتاء إلى الحمرة، وفي اشتداد البرد إلى الغبرة، فشبه تلون السماء بتلون الوردة من الخيل". وقرأ الفراء "وردة" بالرفع. قال عبيد بن عمير : بمعنى: فحصلت سماء وردة، وهو من الكلام الذي يسمى التجريد، كقوله: الزمخشري
4182 - فلئن بقيت لأرحلن بغزوة تحوي الغنائم أو يموت كريم
وهو دردي الزيت. والثاني: أنه اسم مفرد، فقال : "اسم ما يدهن به كالجزام والإدام" وأنشد: الزمخشري
4183 - كأنهما مزادتا متعجل فريان لما تدهنا بدهان
وقال غيره: هو الأديم الأحمر، وأنشد للأعشى:
4184 - وأجرد من كرام الخيل طرف كأن على شواكله دهانا
أي: أديما أحمر، وهذا يحتمل أن يكون جمعا. ويؤيده ما أنشده منذر بن سعيد: [ ص: 175 ]
4185 - يبعن الدهان الحمر كل عشية بموسم بدر أو بسوق عكاظ
فقوله "الحمر" يؤيد كونه جمعا، وقد يقال: هو كقولهم: "أهلك الناس الدينار الحمر والدرهم البيض"، إلا أنه خلاف الأصل. وقيل: شبهت بالدهان، وهو الزيت لذوبها ودورانها، وقيل: لبريقها.