الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع زوجي الجوال عن ابنتي فاشترت آخر، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم

زوجي أخذ التليفون من ابنتي الكبرى؛ لأنه لا يريدها أن تتواصل مع أحد, ولعدم الثقة مما كانت تفعله البنت, والآن اكتشفت أنها اشترت خطا آخر, فماذا أصنع؟ هل أخبر والدها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك بداية التواصل مع الموقع، ونعبر لك عن سعادتنا عن هذا التواصل، والسؤال قبل اتخاذ القرار، وهذا يدل على نضج ووعي، وكم تمنينا دائمًا قبل اتخاذ الخطوات أن يحصل تواصل وسؤال، حتى الوالد كنا نتمنى قبل أن يأخذ الهاتف أن يتواصل معنا، حتى نبين له الخطوات التي ينبغي أن يتخذها قبل أن يحجز الهاتف عن الفتاة، لأن هذه الطريقة وفي سن المراهقة من الطبيعي أن تكون النتيجة هي هذا التمرد واتخاذ حيل، ومثل هذا القرار ينبغي أن يسبقه حوار ومناقشة، وبيان لخطورة المسألة، وإظهار للغضب، وبيان للحب والمشاعر والاهتمام بالفتاة، ثم بعد ذلك يطلب منها أن تسلمه الهاتف، أو يأخذ منها الهاتف عنوة، أو يقطع الخدمة، كل ذلك متاح بعد حوار.

ودائمًا في الفتاة المراهقة القرار الصحيح يكون قرارًا بعد حوار وبعد مناقشة، سواء اقتنعت أو لم تقتنع، لكن عندما نحاورها ونناقشها نُعطيها قيمة، ولذلك تُعطي أهمية للكلام وتشعر بقيمتها، ونكون قد سددنا عليها منافذ الشر، أما أخذ الهاتف منها عنوة فهي تشعر أنها أقل من بنات عمها وبنات خالها وتقول (لماذا أنا) وتشعر أنها مظلومة، وتحاول أن تحتال، وتحاول أن تتخذ وسائل كثيرة في سبيل الوصول إلى ما تريد.

والآن نريد ألا تُخبري الوالد، ولكن تقتربي من الفتاة، وتتخذي نفس الخطوات، تحاوريها، وتنصحيها، وتبيني لها أن والدها إنما منعها لأجل واحد اثنين ثلاثة أربعة، ولأن هذا فيه مصلحة لها، وتبيني لها خطورة أن يعرف الوالد أنها جاءت بهاتف من وراء ظهره، واتخذي معها عهدًا واتفاقًا أنك لن تُخبري الوالد بشرط أن تسلمك الجوال الجديد، وتُنهي هذه الممارسات، وبعد ذلك لا مانع من أن تتحاوري مع الوالد، حتى تعود الثقة بينه وبين ابنته، وتقتربوا منها، وتلاطفوها، وتهتموا بها، وتُثنوا عليها، وتصادقوها، وتدخلوا إلى حياتها، لأن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن أن يتخلص به بعد توفيق الله من هذا الشر، الذي بكل أسف بدأ يتهدد كل شبابنا والفتيات.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ومرة أخرى نعبر عن سعادتنا بهذا التواصل والاهتمام قبل اتخاذ القرار، لا نريد أن تُخبري الوالد بهذه السرعة، لأن هذا سيُفقد الثقة فيك أيضًا، وستحاول أن تختفي عنك وعنه أيضًا، ولكن صادقيها، واقتربي منها، وبيِّني لها خطورة ما يحصل، وكوني أنت من يتخذ القرار، واطلبي من الوالد أن يقترب من بنته، ويعطيها شيئا من الثقة وشيئا من الحب.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً