الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إرهاق وتعب وتوتر والتحاليل كلها سليمة!

السؤال

أبلغ من العمر 41 سنة، وأعاني في الفترة الأخيرة من إرهاق وتعب عام، وتوتر، يصل الأمر إلى الشعور بالدوار، والشعور بتوقف القلب، والكتمة مع المجهود أو من دون مجهود، ومنذ أن أستيقظ من النوم إلى أن أنام وأنا مرهق ومتوتر.

راجعت دكتور القلب، وعملت التخطيط والإيكو، واختبار الجهد، وكل ذلك سليم، وعملت تحليل الدم، وهرمونات القلب، وكل ذلك سليم أيضاً، وتحليل فيتامين (د) ظهر (10).

هذه الأعراض سببت لي انعزالًا، والسؤال: هل أشعة الأيكو واختبار الجهد قطعية، ولا أحتاج إلى قسطرة أو أشعة صبغة؟

وزني (75) وطولي (173) وعملي مكتبي، أقابل الجمهور، وعند مراجعة الطبيب النفسي، صرف لي (lexotanil) نصف حبة لمرتين، وريلاكس (20) نصف حبة لمدة عشرة أيام، لكني أحس الآن بامتلاء في المعدة، وكأن الأكل واقف في فم المعدة، ولا أدري هل أكشف على المعدة أو أن هذه آثار العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخِي: أعراضك هي أعراض نفسية واضحة جدًّا، فالشعور بالإجهاد، والتوتر، والقلق، والدوخة، وما يأتيك من شعورٍ بتوقف القلب هو ليس حقيقياً، هذه الكتمة التي تأتيك، صحيح أن الأعراض تشبه أعراض مرض القلب، لكنها نفسية، وهذا أمرٌ واضحٌ وقاطعٌ، ولا شك في ذلك.

أنت ذهبت إلى طبيب محترم، فقام بإجراء الفحوصات والتي اشتملتْ حتى على الإيكو واختبار الجهد، وهذه اختبارات ذات كفاءة عالية، وإن كانت هنالك أي إشكالية في القلب سوف تتضح ولا شك في ذلك، وأنا لا أرى أن هنالك حاجة أبدًا لإجراء قسطرة للقلب، والطبيب الذي قام بفحصك فيما يخص حالة القلب من الواضح أنه مُقتدر، وإن كان هنالك حاجة لإجراء هذه القسطرة لنصحك بها.

فيا أخِي الكريم: حالتك هي حالة قلقية توترية، وليس أكثر من ذلك، ويُعرف تمامًا أن القلق النفسي خاصة القلق المقنع –أي الذي لا يظهر في شكل انفعالات– يظهر في شكل ما نسميه بالـ (جَسْدَنة) أي تكون الأعراض جسدية، وأكثر منطقة تتأثر عند الإنسان هي منطقة القفص الصدري؛ مما يجعل الإنسان يحسُّ بالكتمة والتوتر؛ لأن التوتر النفسي الداخلي يتحول إلى توترٍ عضلي.

فيا أخِي الكريم: الأمر في غاية البساطة، اطمئن تمامًا، أريدك ألا تتردد بين الأطباء، وأن تعيش حياةً صحية، ووظيفتك وظيفة محترمة، فمقابلة الجمهور تطور المهارات، وتتيح للإنسان فرصة عظيمة أن يخدم الناس، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك.

يجب أن تمارس الرياضة، فالرياضة مفيدة جدًّا لحالتك، وطبِّق أيضًا تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة عظيمة.

الأدوية التي وصفها لك الطبيب أدوية محترمة، والزناكس هو الدواء الأساسي، ويجب أن تستمر عليه، أما اللوكستانين فمن وجهة نظري أن تستعمله بجرعة صغيرة ولمدة محدودة؛ لأن هذا الدواء بالرغم من أنه دواء ممتاز، لكن قد يتعود عليه الإنسان، وأنا متأكد أن الطبيب الذي قابلته قد ذكر لك كل ما ذكرته لك، فاستمر على هذه الأدوية حسب ما هو موصوف، وربما تحتاج فقط أن تُضيف عقارًا يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) وهو دواء رائع جدًّا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، خاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي.

كبسولة في الصباح من الجنبريد –وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا– وكبسولة في الظهر لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين أيضًا، ثم تتوقف عن تناول الجنبريد، لكن تستمر في تناول الإستالوبرام والذي يُعرف باسم (سيرالكس).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً