الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود حبة صلبة مؤلمة في الشرج، هل هي بواسير أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعتذر مسبقاً عن الإطالة، وأسألكم سعة الصدر والإجابة المفصلة عن أسئلتي.

عمري 44 عاماً، أصبحت موسوسا منذ عدة سنوات، وأخاف كثيرا من الأمراض الخطيرة، وخاصة الأورام والعياذ بالله. فعندما يؤلمني رأسي أو صدري أو أي جزء من جسمي أذهب إلى الطبيب فورا، فأصبحت أزور العيادات الخاصة باستمرار، ولكن هذه المرة أردت أن أسألكم عن مشاكل الجهاز الهضمي، فقد قرأت الكثير عن أعراض أورام المعدة والقولون والمستقيم ولم تنفعني شيئا لتشابه معظمها مع بعضها البعض، لعلكم تستطيعون إفادتي بأي جديد تعرفونه حتما -إن شاء الله-.

في عام 1998م خرجت حبة صلبة مؤلمة في شرجي، وكنت أتألم عند التبرز، ولكني لم أرَ دماً حينها، ذهبت إلى الطبيب ففحصني وقال لي: إنه فطر شرجي، فوصف لي علاجا فتحسنت تماما، ثم عاد الألم بعد فترة، ولكن الحبة اختفت نهائيا وإلى الآن. والألم مازال يأتي بين فترات طويلة، أحيانا يزداد عند التبرز وأحيانا لا، ولكن يبقى فترة بعد التبرز، وهو موجود حتى الآن، ولكني لم أرَ الدم يخرج من الشرج إلا مرة واحدة فقط قبل أكثر من خمس سنوات، حيث خرج دم من غير براز، ذهبت على إثره إلى نفس الطبيب فقال إنه نفس الفطر الشرجي حسب وصفه، ووصف لي علاجا لم أرَ بعده الدم أبدا، مع معاودة الألم بين فترات طويلة نسبيا.

في الآونة الأخيرة حدثت لي مشاكل اجتماعية أثرت على حالتي النفسية كثيرا، أجبرتني على الذهاب إلى الأطباء من مختلف الاختصاصات، وخلال الشهرين الأخيرين أصبت بألم في الجانب الأيمن من بطني بالقرب من السرة، وكان الألم خفيفا نسبيا، وأحيانا يرتفع إلى ما تحت القفص الصدري من الجهة اليمنى، فعملت السونار للبطن والأشعة للصدر، فكان كل شيء طبيعي، فقال الطبيب ربما هو القولون العصبي، علما أنه لا يوجد لدي إمساك، وإنما إسهال فقط بين فترات طويلة لا تكاد تذكر.

قبل كتابة هذه الرسالة بيوم واحد رأيت (أو هكذا أعتقد لأني لست متأكدا) دماً أحمر على بعض برازي، وكان بقدر مساحة ظفر إبهام اليد بشكل دائري، وليس ممزوجا أو كخيط في البراز! وذلك مع عودة ألم الشرج مرة أخرى كما في السابق. ألم ليس شديدا ولكنه مزعج بعض الشيء، لا يزداد عند التبرز، ولكن يبقى لفترة بعد التبرز كما قلت سابقا. والآن أريد أن أسأل:

1- هل ما يسميه طبيبي بالفطر الشرجي هو نفسه الشرخ الشرجي؟
2- هل سرطان القولون يسبب الألم في الشرج؟
3- هل يمكن للطبيب المختص من خلال الفحص السريري والإصبع أن يتعرف على الشرخ الشرجي؟

4- هل يستطيع الطبيب استبعاد الأمراض الخطيرة من خلال الفحص السريري ومعرفته بالتاريخ الطبي للمريض؟
5- هل خروج الدم الأحمر دليل قاطع على أن مصدره ليس القولون؟ ولو أني لم أرى الدم الأحمر إلا مرة واحدة قبل أكثر من 5 سنوات.
6- ما تقييمكم لحالتي بشكل عام؟.

وجزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هلغورد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحبة المؤلمة في الشرج هي في الغالب بواسير داخلية تبرز مع التغوط وترجع إلى الداخل مرة أخرى، وهي التي تسبب الألم أثناء التغوط والفترة التي تليه، ويصاحب الشرخ الشرجي في الغالب ألم شديد أكثر من ألم البواسير، ويصاحبه دم أحمر حول البراز، ولا يوجد في حد علمي ما يسمى بالفطر الشرجي، ولكن يوجد الشرخ الشرجي والبواسير والناصور، وهذه أمور يعرفها الطب، وربما سمعت تلك العبارة بطريقة خاطئة.

ولا علاقة لحالتك الصحية بسرطان القولون، ولا يؤدي سرطان القولون إلى ألم في الشرج لبعد المسافة التشريحية بين القولون والشرج فلا علاقة بينهما.

والاختبار الأول والبسيط والمهم في مراحل تشخيص سرطان القولون الأولي هو: اختبار يُسمى Ocult blood in stool، وهو البحث عن دم قادم من أعلى البطن في البراز، مع ضرورة عمل سونار على البطن للاطمئنان.

ويمكن للكشف السريري تشخيص الشرخ الشرجي، ويمكن للتاريخ المرضي فقط تشخيص الشرخ الشرجي دون الحاجة إلى الكشف.

والأمراض الخطيرة لا تظل خطيرة طول العمر أو لمدة 24 عاما، والسرطان يؤدي إلى الوفاة بعد حوالي 6 شهور من التشخيص، والأمراض المزمنة يمكن تشخيصها بسهولة عن طريق فحص كيمياء الدم مثل: وظائف الكبد والكلى والدهون الثلاثية والكولسترول والسكر الصائم وأملاح الدم.

والدم الأحمر يخرج من الشرج، لأن الدم عندما ينزل من البطن أو القولون يتحول عن طريق تخثره السريع إلى الأسود، ولذلك الدم الأحمر ينزل قطعيا من الشرج وليس من القولون، وكما قلنا الشرخ الشرجي يؤدي إلى ألم شديد أثناء وبعد التبرز، وإلى نزول بعض قطرات الدم الأحمر، خصوصا مع وجود حالة من الإمساك.

والحالة العامة جيدة طالما لا توجد أمراض مزمنة أو أمراض خطيرة، ومع سلامة ضغط الدم وسلامة القلب والوزن المعتدل، ويمكنك تناول مشروب ساخن من خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، أو إضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله- مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق هلغورد

    شكرا جزيلا دكتور عطية وجزاك الله الف خير

  • أمريكا رؤوف الهذلي تونس

    أسأل الله العظيم الحليم أن يشفي ويعافي جميع مرضى المسلمين والمسلمات ويشفيك من ما ابتلاك وابتلانا الله شكرا لكل الإطارات الطبية على ما يبذلونه من جهد جهيد تجاه المرضى

  • مجهول خلف عطيه

    الله يجزيك خير الجزاء يا دكتور
    رد جميل بتوفيق الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً