الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي طيبة ولكنها دائمة الانتقاد لأمي.. كيف أكفها عن ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا رجل في الثلاثينات من العمر، متزوج من امرأة طيّبة، -والحمد الله- ولكن لها عيبٌ واحد وهو انتقادها المُستمر لوالدتي (التي لا تعيش معنا فنحن مقيمون في دولة أخرى)، عِلْماً بأنّني قد طلبْتُ إليها أكثر من مرّة الكفّ عن ذلك، ولكن دون جدوى.

وأقول وللأمانة أيضاً أن والدتي لها هفواتها بحق زوجتي، وتظهر هذه الهفوات كلّما سافرنا إلى بلدنا في الصيف، واجتمعنا بالوالدة.

الرجاء المساعدة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يتولاك بحفظه، وبعد الاطلاع على ما ذكرت، يمكن أن نشير عليك بما يلي:

- على زوجتك الاحترام والتقدير لأمك؛ لأن هذا من الطاعة لله تعالى فهي في مقام أمها، وكذلك طاعة لك؛ لأنك أمرتها بذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.

كما أن عليها أن تكف عن ذلك؛ لأن ذكرها لأمك في حال غيبتها يعد غيبة، وهذه من الكبائر وهو ذنب عظيم قال تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}، وعليها وزر ولا يمحى عنها إلا بالتوبة، وأن تعفو عنها أمك.

وعليها أن تكف عن ذلك؛ لأن في ذلك إساءة لك، وهذا من سوء العشرة، ولعلك تغضب عليها، وتكون آثمة بذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع، فحاول جاهدا منعها من ذلك بالنصيحة والتذكير، فإن أصرت يمكن أن تظهر غضبك من ذلك، ولو حتى بالهجر.

- أما ما ذكرت من أن والدتك قد تسيء إلى زوجتك إذا ذهبتم لزيارتها، فابحث في أسباب ذلك، وعالج هذه الأسباب، وأتمنى أن تحث زوجتك إلى التواصل معها والسؤال عنها بين فترة وأخرى، حتى يزول ما بنفس أمك نحوها، كما أن عليك أن تجعل زوجتك تهدي لأمك هدية حتى يدخل الود في قلب الأم نحوها.

وبعد فعل كل ذلك فإن ظلت الوالدة غاضبة من زوجتك دون معرفة السبب، فانصح زوجتك بالصبر، وسيأتي الفرج بإذن الله، ولا ينبغي أن تقابل الخطأ بخطأ مثله.

وفقكم الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً