الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدينا طفل مزاجي وعنيد وحساس وغير واثق بنفسه.

السؤال

السلام عليكم

لدينا طفل بعمر 9 سنوات، مزاجي وعنيد، أحياناً يتمسك برأيه بدون أي سبب، ويصر على الصيام مثلاً، أو لبس الثوب الفلاني، وضعيف الشخصية، وغير واثق بنفسه، وحساس فيتأثر ويغضب ويبكي سريعاً من أي سخرية أو نقد له!

ربما يضرب أخته لأنها سخرت منه مثلاً، ولا يريد الدراسة ولا حفظ القرآن؛ فقط يريد اللعب، علماً أنه يتيم الأب إلا أنه كان يتصف بهذا قبل وفاة والده، وقد تكون حالته زادت سوءاً بعد الوفاة.

أخته تملك شخصية قوية عكسه تماماً، فلا تتأثر بالنقد أو السخرية، واستعملت أنا جميع الطرق في تقوية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه وتحفيزه على الأخلاق المحمودة وتكريهه بالأخلاق المذمومة، وحثه على العطف والعفو والمسامحة وتجاهل السخرية والنقد، ووعده بالمكافأة، وأصفه دائماً بالبطل والمهذب والذكي، فيتحسن يوماً ثم ينسى ويعود كما كان.

فأرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نكون متحفظين دائمًا في مسألة الأطفال ووصف شخصياتهم، لأن الأطفال دائمًا في مرحلة نمو، وقد يتغيرون من عمرٍ مُعيَّن إلى عمرٍ آخر، وقد يتأثرون أيضًا بالظروف المحيطة بهم وبالذات الجو الأسري، ولكن يجب أن نكون متحفظين جدًّا في وصف ما يُعانون منه. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى - أخي الكريم -: مهم جدًّا ألَّا نُقارن بين الإخوان بعضهم بعضًا، كلٌ له شخصيته المستقلة وطريقته في التعبير النفسي.

لذلك يجب أن نتجنب المقارنة، لأن الأطفال يحسُّون بذلك، وقد يُؤثِّر ذلك عليهم، يجب ألَّا تُقارن بين هذا الطفل وأخته، كلٌ له شخصيته، وإذا أحسَّ بأنك تقارن فهذا يؤثِّر عليه ويزيد في عِناده - أخي الكريم -، حاول أن تتقبَّله كما هو.

أما مسألة الحوافز: فدائمًا علينا تحفيز الفعل الذي يُراد له الاستمرار، وتجاهل الأفعال التي لا نريد أن تتكرر، يعني: تحفيز الفعل الذي نريده أن يتكرر، وتجاهل الفعل السلبي، ويتم هذا مباشرة بعد الفعل، ويجب ألَّا نُعطي تطمينات زائفة للطفل، نُخبره بماذا نريد، وكلما يفعل شيئًا طيبًا - كما قلتُ - نحفّزه ونُثني عليه، ولا نُثني عليه ونحفزه دون أن يقدم شيئًا إيجابيًا ومفيدًا.

أخي الكريم -: إذا أحسست بأن الموضوع كبير ومؤثِّر على دراسته فيجب أن تأخذه إلى طبيب نفسي أطفال، لأنه يستطيع تقييم الوضع أحسن من كلامنا هذا في الاستشارة، لأن كلامنا في النهاية وجهة نظر ونظريًّا وليس مبنيًا على مقابلة الطفل مقابلة مباشرة، يعني: أنا في كثير من الأحيان عندما أقابل الطفل وحده أعرفُ منه أشياء كثيرة تُساعدني كثيرًا في اتخاذ القرار المناسب.

إذا كنتَ تشعر بأن الموضوع كبير أو مؤثِّر عليه - خاصة في موضوع الدراسة - فيجب أن تأخذه إلى طبيب نفسي أطفال ليقوم بالحديث معه وحواره، وإن شاء الله يعطيكم النصائح المناسبة لعلاجه، ولا نلجأ نحن (عادة) إلى علاج الأطفال بالأدوية إلَّا في ظروف صعبة ومحدودة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً