الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة عبر الإنترنت وتعلقت بها، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 28 سنة، تعرفت على فتاة ذات خلق ودين عبر الإنترنت، تعلقت بها وتعلقت بي، كلانا يعرف أن طريقة التعارف التي حدثت بيننا غير جائزة، نسأل الله أن يغفر لنا.

مشكلتي أني لم ألتق هذه الفتاة مباشرةً وكان ذلك بسبب خوفي لعلها لا تعجبني من ناحية الشكل، رغم أنها طمأنتني كونها لا بأس بها، وكنت خائفاً على مشاعرها إذا لم أعجب بها، بعد ما دار بيننا من حوارات وأحاديث تدل على تعلقنا ببعض، فقررت تركها، فتأثرت سلباً بذلك حتى أنها قالت لي أنها تكرهني وغير ذلك من العبارات الدالة على عدم رغبتها بي.

الآن وجدت نفسي نادماً على قرار تركها وأردت إصلاح ما أفسدته بيدي، فقلت لها سآتيك لبيتك مع أهلي لأراك رؤية شرعية، فإن صار بيننا إعجاب فالحمد لله، وإن لم يحدث فالحمد لله كذلك؛ لأن الزواج رزق في نهاية الأمر، لكنها أصرت على الرفض وقالت لي أني لم أعد أعني لها شيئاً وهي تجاوزت هذا الأمر ولم تعد تفكر فيه.

الإشكال أني أعرف مدى طيبة هذه الفتاة ولا أرغب بخسارتها، فأشيروا علي بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: الواجب عليكما التوبة والاستغفار مما جرى بينكما من علاقات مخالفة للشرع حتى يغفر الله لكما ما سلف.

ثانيا: طريقة التعارف المباشر بين الفتاة والشاب بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، ليست طريقة صحيحة للبحث عن زوجة صالحة أو زوج صالح، وفيها مخالفات شرعية، وأصبحت وكرا للفساد والعلاقات المحرمة بين الجنسين إلا ما رحم الله.

وما حصل لك مع تلك الفتاة هو ثمرة ونتيجة لهذا التواصل الخاطىء، وكذلك لأسلوبك الخاطيء لإيصال المعلومة لها؛ مما سبب جرحا لمشاعرها وردة فعل سيئة نحوك، ولو أنك استخدمت الطريق الصحيحة في الخطبة والتعرف لكان الأمر اختلف.

وعليه: لعلك تستخدم أسلوبا آخر لإقناع الفتاة بك من خلال إحدى قريباتك، بحيث تذهب لزيارتها والتعرف عليها ووصفها لك، فإن كانت صالحة ومناسبة لك أقنعتها بك.

وإن كانت غير مناسبة بلغتك تصرف النظر عنها وتبحث عن غيرها بطريقة صحيحة. وفي كل الأحوال الزواج قسمة ونصيب، فإن أراد الله لك الزواج بها فسيهييء لك الأسباب لذلك، وإن لم يرد فالأمر بيده سبحانه، فارض بما قسم الله ولا تتسخط على أقداره.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً