الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من شعور الخوف وعدم الثقة بالنفس، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني كثيرا من الخوف الشديد والتوتر الدائم، بشكل صريح ينتابني شعور بالنقص والخوف من مواجهة الناس، أخجل كثيرا، مفرط في حب الناس القريبين مني وخصوصا والدي ووالدتي، أخاف أن يفارقوني إلى الأبد، أفكر في الهجرة، مشاعر كثيرة تختلط وأغلبها سلبية، الحمد لله فالله سبحانه أنعم علي نعما كثيرة.

أريد أن أصبح رجلا لا يخاف إلا من الله، أريد أن أكون ناجحا فلدي آمال كثيرة ولكن نقص في الإصرار.

كيف أتخلص من الخوف وأصبح إنسانا ناجحا؟
أفيدوني وأريد برنامجا في الحياة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالخوف والتوتر ينتج من عدم تقدير الذات بصورة صحيحة، وهذا قطعًا يعطيك الشعور بالنقص، وربما يكون لديك شيء من الخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي البسيط، وهذا يجعلك تتجنب مواجهة الناس.

وبعض الأخوة لديهم درجة من الحياء التي تجعلهم يرهبون الناس، والحياء أمرٌ مطلوب، وهو خيرٌ كله وكله خير.

أيها الفاضل الكريم: أول ما تبدأ به هو أن تعيد تقييم ذاتك، أنتَ ذكرتَ أنك بحمد لله وفضله لديك نِعَمٌ عظيمة، فيا أخي الكريم: هذا يجب أن تتخذه منحى إيجابي في تفكيرك، وتُقيِّم مقدراتك الفكرية والاجتماعية والأخلاقية، وعلى ضوئها تضع نفسك في الموضع الصحيح، لا تجحف في حق نفسك، لا تُضخمها، لا تُعظِّمها، ولا تُحقِّرها. تقييم الذات بصورة صحيحة أمرٌ مطلوب.

وحين تلجأ لهذه المنهجية سوف تكتشف أنه بالفعل لديك مقدرات كبيرة، ومقدراتٍ جيدة، وما تراه من حول نفسك من خوف ووجل وضعف في مواجهة الناس؛ هذا سوف تصل لقناعة أنه غير صحيح، لأن التقييم الصحيح للنفس يزيح الفكر الخاطئ ويقضي عليه.

والأمر الثاني الذي يلي ذلك هو: أن تفهم نفسك، وأن تقبل نفسك، ثم تسعى لتطوير ذاتك، وتطوير الذات يكون من خلال الفعاليات. اجعلْ مقولة أن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك شعارك في الحياة، لابد أن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، ابدأ بأسرتك، كن متفاعلاً، كن إيجابيًّا، وانفع نفسك وانفع الناس، هذا يعطيك قيمة عظيمة من حيث المشاعر الإيجابية.

وعليك أن تبني صِلاتٍ اجتماعية راسخة قويَّة ورصينة، وصُحبة المسجد وجدناها عظيمة جدًّا، مجالس العلم والمعرفة وجدناها أيضًا أمرًا يُطور من مهاراتنا. ممارسة رياضة جماعية – أخي الكريم – حُسْن إدارة الوقت، القراءة، الاطلاع، والقيام بالواجبات الاجتماعية: حضور الأفراح والأتراح وتقديم واجبات العزاء، المشي في الجنائز، زيارة المرضى، الانضمام لأي عملٍ خيريّ أو تطوّعيِّ، هذا يؤدي إلى البناء النفسي الإيجابي، وهذا قطعًا يزيل عنك الخوف والوجل.

هذه هي الطريقة التي تتخلَّص من كل ما تراه سلبيًّا عن نفسك، ويزيل عنك الخوف. ويا أخي الكريم: حصِّن نفسك، أذكار الصباح والمساء عظيمة جدًّا، تعطي الإنسان ثقةً في نفسه وقوّة، وحتى أذكار النوم تجعل الإنسان يحس بالأمان والطمأنينة. برَّ الوالدين يعطي الإنسان جرعات تحفيزيَّة للقوة النفسية والمقدرة على المواجهات... احرص على كل هذا. طوّر نفسك علميًّا ومهنيًّا، تطوّر في وظيفتك، اكتسب مهاراتٍ جديدة، ادخلْ في دراسات متقدِّمة.

بهذه الكيفية إن شاء الله تعالى تبني لنفسك صورة إيجابية جدًّا أمام نفسك وأمام الآخرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عمر محمود

    شكرا د عبد العليم استفدت كثيرا من كلامك افاد الله بك .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً