الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسبة البطالة في تخصصي مرتفعة وميولي للطب أكثر، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 21 سنة، تخرجت من الثانوية بمعدل مرتفع جدا، وأهلي وفروا لي جميع التخصصات وفي أرقي الجامعات، وكانت دراسة الهندسة في البلد الذي يوجد فيه أهلي، أما الطب ففي بلد آخر، فاخترت الهندسة، ومعدلي عالي جدا، ومشروع التخرج أخذت فيه براعة الاختراع، وسوف أتخرج بعد شهر.

لكن ميولي للطب، وحبي لبيئة العمل في التخصصات الطبية أكثر، أيضا نسبة البطالة في الهندسة مرتفعة، وأشعر أن جهدي وتعبي سيذهب هباء، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يزيدك تفوقا ونجاحا، والجواب على ما ذكرت:
- اعلمي أن الكثيرمنا يكون له رغبة في دراسة تخصص معين وهو يعلم أنه سيكون مبدعا فيه، ولكن لأسباب بتقدير من الله تعالى لا يتحقق له دراسة هذا التخصص مثل الذي حصل لك بالضبط، وأنت قد أدركت أنه يمكنك أن تغيري دراسة التخصص الذي ترغبين فيه من الطب إلى الهندسة، وأيضا أصبحت متفوقة فيه، وهذا يدل على رجاحة عقلك وأنك لا تريدين أن تضيعي الوقت والعمر، وفرص العمل في هذا التخصص ممكنة كما ذكرت، فلهذا أوصيك أن تحافظي على عملك في التخصص الذي درسته وأنت مبدعة فيه.

- ومما يمكن أن أدلك عليك أن تقرئي كثيرا في أهمية الهندسة وأثرها الحسن على حياتك والمجتمع حولك، حتى تتكون لديك الرغبة والحب للعمل في هذا المجال، ولا داعي للشعور بالحزن على أنك لم تدرسي الطب، لأن هذا الحزن من مداخل الشيطان حتى يصدك عن عملك، ثم إن هذا الحزن لن يغير من الواقع شيئا، وستظلين في دوامة من التفكير دون نتيجة، ولهذا كلما جاءك التفكير في فوات دراسة الطب عنك فقولي: قدر الله وما شاء فعل، فأمر دراسة الطب قد فات عليك، وأنت أصبحت في وقت العمل وليس وقت الدراسة، ولو أردت العودة إلى الدراسة قد يكون ذلك عليك شاقا، وقد لا تجدين جامعة مناسبة، وهل ستقبل شهادتك وأنت متخرجة من الثانوية من عدة سنوات، وهل أهلك لديهم الاستعداد الآن في النفقة عليك كما فعلوا في الماضي، كل هذه الإشكالات وغيرها، تجعل أمر دراسة الطب أمرا غير ممكن، ولا بد أن تدخلي هذا الأمر مرحلة طي النسيان، هذه وجهة نظري، ولكن مع هذا إذا أمكن أن تدرسي الطب وبعد أن تصلي صلاة الاستخارة، وتجاوزي جميع العقبات في ذلك فهذا راجع لك.

- وأما موضوع التعب في العمل هذا وارد وحاصل، ولكنه لا يستمر في الغالب، وإنما يكون في بداية الشروع في العمل، وأنت لديك إبداع وتفوق في مجالك، وكما ذكرت أن بحث تخرجك أعطيت فيه براءة الاختراع، ولهذا أوصيك بالصبر والتحمل وإتقان العمل عمليا كما أتقنته نظريا، ثم أبشري فإن المسئولين عليك في العمل عندما يرون إبداعاتك وحسن عملك، فإنه يمكن أن تكون لك ترقية ويخف عليك ضغط العمل ومشاقه -بإذن الله-.

- وأما قولك: أن نسبة البطالة في الهندسة مرتفعة وأشعر أن جهدي سيذهب هباء فما الحل؟
الجواب عن هذا: أن مجهودك في دراسة الهندسة لم يذهب سدى، وفرص العمل يمكن أن توجد مع مرور الوقت، وما عليك إلا الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ".رواه الترمذي، وعليك بكثرة الاستغفار، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم خذي بالأسباب في طلب رزقك، وأبشري بخير.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً