الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب وأفكار غريبة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا منى من المغرب، فتاة متحجبة والحمد لله، لست محافظة على صلاتي، كلما حاولت المحافظة عليها سرعان ما أتراجع بسبب الغازات المتكررة التي تصيبني أو لتشتت ذهني أثناء القيام بها.

أعاني من كبر حجم الثدي الأيسر مقارنة بالأيمن ووجود بعض الكريات في عنقي التي يبدو لي وكأنها تتكاثر مع مرور الوقت مع بعض الآلام التي تصيبني لمرات متباعدة على مستوى الحنجرة.

أما بالنسبة لحالتي النفسية: فهي متدهورة، حيث أحس بالوحدة، وصرت أعتزل الناس نظرا لتجاربي الفاشلة في الصداقة أيام المدرسة، أنا الآن في السنة الأولى بكلية الهندسة، ولم أستطع أن أكون علاقات جدد مع الآخرين، وهذا يخيفني؛ لأن العلاقات الاجتماعية ضرورية خاصة في مساري المهني لكوني مقبلة على مقابلات عمل وتدريبات وندوات تحتاج إلى نوع من الثقة بالنفس، وفرض الذات، كما أن أيام الجامعة تمر بسرعة، وأريد أن أستمتع بها وأن تكون لي حياة اجتماعية.

أعاني كذلك من مشكل حين أتكلم مع الجنس الآخر أخجل وأجد نفسي أحلل أي كلمة أو حركة أو نظرة على أنها إعجاب رغم أنها ليست كذلك، وفي كل مرة أصدم، لا أدري لم لدي هذا النوع من التفكير حتى مع أبناء خالتي؟

علما أنني أحاول أن أرى فيهم الجانب الأخوي فقط، لكن لا أدري هل أنا مصابة بعقدة نفسية أم مرض عقلي؟

لم أعد أشعر بطعم بسبب الأفكار التي تراود ذهني كل الوقت، لقد صرت أبتعد عن الواقع وعن الناس شيئا فشيئا.

كيف أتصرف في هذه السن المبكرة؟ حتى الابتسامة لم تعد تعلو وجهي، صرت في حالة هلع وخوف من كل شيء.

بالنسبة لموضوع الصداقة: كانت لدي صداقات حلوة غالبا ما تبدأ بحب ووفاء، لكن سرعان ما تنتهي لكوني لا أدافع عن نفسي، في عدة مواقف يضيع فيها حقي؛ لأنني لا أعرف كيف وليس لدي ثقة كافية في نفسي لأقول ذلك.

من فضلكم أريد علاجا لمشاكلي هذه، لأنني لم أعد أستحمل ما يقع لي، وأفضل أن لا أستعمل الأدوية خوفا على صحتي.

بخصوص الدراسة لدي فرصة أخيرة لأجتاز امتحان كلية الطب هذه السنة، لكنني ما زلت حائرة ولا أعرف هل الطب خير لي من الهندسة؟

لكن بصراحة مشكلتي الاجتماعية هي التي تقف عائقا لي في هذا الموضوع؛ لأن الطب كذلك يحتاج التواصل مع الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في استشارتك السابقة والتي رقمها 2365361 أشرت إلي بعض الأمور التي وردت في استشارتك هذه.

أيتها الفاضلة الكريمة، الإنسان يثق في نفسه بصورة أفضل من خلال أن يقيم نفسه التقييم الصحيح، فأنت محتاجة أن تقيمين نفسك وتعرفين مصادر قوتها ومصادر ضعفها، ولا تركزي فقط على الأمور السلبية، وتسعين لتنمية الجوانب الإيجابية في شخصيتك، بعد أن تقيمي نفسك هذا التقييم الصحيح، تفهمي نفسك وتقبليها، لأن قبول الذات يشجعنا أن نكون أكثر إيجابية، وبعد ذلك تسعين لتطوير ذاتك، هذه هي الخطوات المطلوبة.

أنا أعتقد أنك أفضل مما تتصورين، مشاعرك السلبية نحو نفسك كثيرة، لكن من الواضح أنك الحمدلله تعالى الآن أنت في دراستك الجامعية، وقطعاً لديك مقدرات أكاديمية وحياتك فيها الكثيرة مما هو طيب، لكنك لا تستشعرين ذلك، فمن الضروري جداً أن تبني صداقات مع الصالحات من الفتيات وهذا يكون بالتدرج، ليس من الضروري أبداً أن ينفتح الإنسان اجتماعياً بصورة قد تعود عليه بالشرور.

أما العلاقة مع الذكور فيجب أن تكون حسب الضوابط والأسس الشرعية، أنت حين تضعي لنفسك هذه الضوابط وهذه الشروط سوف تجدين أن الأمور أسهل كثيراً مما كنت تتصورين، وفي أثناء المحاضرات لا بد أن يكون لديك مشاركات، وأنصحك أيضاً إذا كانت هنالك جمعيات ثقافية أو اجتماعية أو خيرية في داخل الجامعة عليك بالانضمام لها، هذا يساعدك كثيراً ويفيدك كثيراً.

يا حبذا أيضاً لو انضممت لأحد مراكز تحفيظ القرآن هذا يعطيك الفرصة للتطوير الاجتماعي، وتنمي نفسك وتزداد مهاراتك، وتكون ثقتك أفضل مما هي عليه الآن، الرياضة يجب أن تكون جزءاً من حياتك، لأن الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، تطبيق بعض التمارين الاسترخائية هذا أيضاً يجعلك ممتازة جداً.

من الناحية النفسية والاجتماعية: أن تضعي أهدافك في الحياة واضحة جداً، وتضعين الخطوات والأسس التي يمكن أن توصلك إلى غاياتك وطموحاتك وآمالك.

بالنسبة لموضوع الدراسة والمذاكرة:
إدارة الوقت مهمة من أجل أن يكون التحصيل الدراسي متميزاً، والنوم الليلي المبكر والاستيقاظ المبكر وأن يبدأ الإنسان يذاكر بعد صلاة الفجر لمدة ساعة إلى ساعتين هذا هو أفضل أوقات الاستيعاب، وأعرف من يدرسون فقط في هذه الفترة ولا يدرسون بقية اليوم والحمد لله تعالى هم من المتميزين؛ لأن البكور فيه بركة كثيرة، الإنسان حين يستيقظ يكون الدماغ في حالة استقرار وتركيز طيب وجيد مما يجعل الإنسان يستوعب ما يريد أن يدرسه بصورة جيدة، بالنسبة للاختيار ما بين الطب والهندسة، احتكمي إلى ثلاث أمور نلخصها في كلمة -رفق-: الراء للرغبة، والفاء للفرصة، والقاف للقدرة، اتبعي هذا المنهج واستشيري أهلك أيضاً..

بالنسبة لسؤالك عن اختلاف حجم الثديين نحيلك إلى هاتين الاستشارتين: (2112284 - 2188782).
سأل الله لك التوفيق والسداد، وأنت بالفعل لست بحاجة لعلاج دوائي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً