الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التفكير بإصابتي بالمرض، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي بأني أفكر دائما بأن مصاب بمرض، أعاني بعض الأحيان من ضيق تنفس، وبعض الأحيان ثقل في الرأس، مع تنميل من الخلف والرقبة، وبعض الأحيان أحس بأني سأسقط، مع وجود دوخة، وبعض الأحيان رعشة في الجسم، وبالأخص في الصلاة، وفي أوقات أحس بأن عندي مشكلة في القلب، وسخونة في منطقة البطن، وحرقان، وألم أعلى المعدة، مع سخونة أسفل القدم، وأشعر بضيق، واكتئاب، وتفكير، وصار عندي شحوب في الوجه، ولا أشعر بالأشخاص حولي، كأني في عالم آخر، رغم أني أعمل رياضة.

وعملت فحوصات للقلب، والدم، وكلها سليمة، وبعض الأحيان تصبح عندي حالة خوف، حتى أصبحت لا أجلس كثيرا مع أبنائي، وكل يوم أعمل قياسا لنبض القلب، وضغط الدم، وقياس مستوى الأكسجين بجهاز منزلي، فعند النوم تصل دقات قلبي إلى 50 نبضة، والأكسجين يصل 90، والغريب عندما أذهب لقياسه في المستشفى تكون نسبة الأوكسجين 99.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابوعدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأجهزة قياس النبض، والضغط، ومستوى الأكسجين المنزلية، أو تطبيقات الجوالات غير دقيقة، أو لا يتم التعامل معها بدقة، فلا يصح في الأحوال العادية أن تقل نسبة الأكسجين عن 98 %، ونسبة القياس في المستشفى هي الصحيحة، ولذلك يجب أن تتوقف عن ذلك؛ لأنه غير مجدي بالنسبة لك، بل يؤدي إلى المزيد من الوسوسة، وإلى المزيد من إجراء الفحوصات المكلفة عديمة الجدوى، ويؤدي أيضا إلى حالة من التوتر والقلق.

وضيق التنفس له علاقة بالحالة النفسية والمزاجية المضطربة، وله علاقة بالوزن الزائد، وكل الأعراض المذكورة في الرسالة مرتبطة بالإجهاد البدني والذهني، والأمر يحتاج إلى إعادة نظر فيما يخص الوزن الزائد، ويحتاج إلى إعادة تنظيم الوجبات للتخلص من السعرات الحرارية الزائدة التي يتم تناولها من المنتجات التي يدخل السكر في صناعتها، ولن نعددها لكثرتها سواء سوائل باردة أو ساخنة أو أطعمة أو حلويات.

والأطعمة عموما لها مؤشر يسمى glycemic index أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد العسل، والتمر، والحلويات، ونسبة السكر فيها 100%، وفي أسفل المؤشر الزهرة، أو البروكلي، والقرنبيط، والأعشاب الخضراء مثل: البقدونس، والشبت، والجرجير، والبصل الأخضر، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من 10%، وبينهما تتدرج الأطعمة، والفواكه، والأشربة.

فالماء مثلا لا يوجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض في الرجيم بدلا عن العصائر، وكلما شعرت بالجوع يمكنك شرب الماء، كذلك فإن التفاح الأخضر أقل سكر من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل سكر من العنب والموز، والعنب أقل سكر من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحا الآن، فكل الأطعمة ذات السكر العالي مثلا الشيكولاتا، والمياه الغازية، والحلويات تزيد الوزن، وأطعمة البروتين الحيواني، ومثل السلطات والخضار المطبوخ والطازج، والفاكهة قليلة السكر، تساعد على إنقاص الوزن؛ لأن كمية السعرات الحرارية فيها قليلة.

ولضبط الحالة النفسية والمزاجية يمكنك تناول أحد مضادات الاكتئاب؛ لأنها تضبط مستوى هرمون سيروتينين، وهو أهم الموصلات العصبية في الدماغ، ويمكنك البدء بجرعة prozac 20 mg قرصا واحدا يوميا لمدة شهر، ثم جرعة 40 مج لمدة 6 أشهر على الأقل، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله، وهو أحد الأدوية التي تعالج القلق، والتوتر، والاكتئاب، ويفضل تناول تلك الأدوية من خلال طبيب نفسي حتى يحدد لك الدواء والجرعات المناسبة.

ومن المهم فحص صورة الدم، ونسبة فيتامين D، ونسبة فيتامين B12، والهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً