الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد الاكتئاب مرة أخرى بعد إيقاف العلاج تدريجيا، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم.

د. محمد عبد العليم، أشكرك خاصة والأخوة الموجودين في الموقع على ما تقومون به على خدمة الناس.

أرجو أن يقوم، د. محمد عبد العليم بقراءة ما كتبت كاملا، وإجابة جميع أسئلتي لثقتي فيه.

أنا شاب أصبت بحالة اكتئاب، وأفكار مزعجة، لا أقدر توقيفها، وعمري كان 23.

منذ قرابة ٦ سنوات، الحالة في بداية الأمر أصبت بضيق، وأشعر أني لا أرغب بالعيش، والشعور بالذنب، وعدم الاستمتاع بالحياة، وعدم الصبر، والشعور بالملل من كل شيء، وعدم ثقة في نفسي.

أصبحت أتمنى الموت، وكذلك كانت تلح علي أفكار لا أقدر توقيفها، أسئلة في أمور الدين، في الحلال والحرام، وأفكار أخرى تلح علي بأني سوف أؤذي أحد ما، وعند مشاهدة خبر جريمة أشعر أني سوف أقوم مثل ذلك، قلق من المستقبل، أفكار .. أفكار لا تنتهي متواصلة، فكرة تجر فكرة أخرى.

استمريت على ذلك لمدة سنتان بدون علاج، بعد ذلك تم وصف لي بروزاك، استقرت حالتي في خلال ٤ أشهر على جرعة ٤٠، ثم تركت العلاج بالتدريج، ولكن بعد سنة انتكست حالتي، رجعت للعلاج رغبة في التحسن، استمريت عليه ٣ سنوات بدون تحسن ملحوظ، وصلت الجرعه ٦٠ ولم أتحسن!

بعدها ذهبت لدكتور ووصف لي سبريلكس، مع لاميكتال، استمريت عليها ٦ أشهر، لم أشعر بتحسن بالمزاج فما زلت أعاني من تقلبات، ثم طلبت من الدكتور تغيير الدواء، وقد شخص حالتي أنها اكتئاب فقط، فقلت للدكتور أني قد أكون مصاب بالوساس القهري، فقال لا، أنت مصاب باكتئاب مع أفكار ضلالية، ووصف لي فافرين ٢٠٠ ملجراما، مع ريسبردال ٢ ملجرام.

الآن مستمر عليها لمدة ٤ أشهر، أشعر بتحسن بسيط من ناحية الأفكار، أقدر أسيطر عليها أفضل من قبل، ولكن لازلت أشعر بالملل، وعدم الاستمتاع بالحياة، وأشعر منذ فترة وأخرى بضيق، واكتئاب، وقلق، وبعض الأحيان أشعر أني متوتر.

أنا الآن أسكن وحيدا، ولست متزوجا، وعمري 30، تم انتقالي بسبب العمل بعيدا عن أهلي، ولا أعرف أحدا، مما زاد في حالتي.

سؤالي: ما تشخيص حالتي في نظركم؟ هل تنصح بإضافة علاج آخر مدعم لكي يزول الاكتئاب والتوتر نهائيا؟

علما أن ريسبردال، والفافرين ساعداني في التحكم بالأفكار بشكل كبير، ولكن لم يساعد في الاكتئاب، كذلك ما الخطة العلاجية في نظرك؟ وكم سأتمر على العلاج؟ وهل أتوقف؟ علما أني قد انتكست حالتي بعد ترك بروزاك.

وشكرا جزيلا مرة أخرى لك خاصة وللجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف، أنا اطلعت على رسالتك بكل تركيز وتمعن وتدبر ووصفك واضح، النوبة التي انتابتك في بداية الأمر قطعاً هي نوبة اكتئاب نفسي ولا شك في ذلك، وكانت مصحوبة ببعض الأفكار الوسواسية، ومحتوى الوساوس كان حول الدين وحول العنف، وهذه المكونات معروفة جداً للوساوس وتزعج الإنسان كثيراً وتضيف إلى اكتئابه، ما ذكره لك الأخ الطبيب من أنه لديك أفكار ضلالية لا بد أن يكون له سند فيما قاله لك، ولكني لا أستشعر أنك بالفعل كان لديك فكراً ظناني يرتقي لمرحلة الضلالات المرضية كما يقال، أعتقد أن الفكر الوسواسي كان هو المهيمن.

عموماً الوساوس لديك وساوس ثانوية وليست وساوس أولية، إنما الاكتئاب هو الأولي أي هو المكون الرئيسي لحالتك وحين تأتيك الوسوسة قطعاً تزيد من الاكتئاب لديك، تشخيص الحالة هو اكتئاب نفسي ونسبة لوجود القلق يمكن أن نسميه الاكتئاب القلقي والبعض يسمونه الاكتئاب القلقي مع وجود وساوس ثانوية، فلا أود أن أعقد أو أشبع عليك المواضيع هذه حالة اكتئاب نفسي في المقام الأول، والذي أراه من حيث العلاج الدوائي أن تستمر على الرزبيريادون بجرعة 2 مليجرام ليلاً ومعه الفافرين 200 مليجراما هذا علاج جيد، ويضاف إليه بروزاك كبسولة واحدة 20 مليجراما في الصباح، تجربتك السابقة مع البروزاك كانت إيجابية، ونعرف أن إضافة البروزاك للفافرين أو إضافة البروزاك للميرتازبين ذات فاعلية عالية جداً في تحسين المزاج، فإذاً ما أنصحك به هو أن تجعل رزمتك العلاجية الدوائية تتكون من بروزاك 20 مليجراما صباحاً، فافرين 200 مليجراما ليلاً، رزبيريادون 2 مليجرام ليلاً.

ولا بد أن تدعم العلاج بالآليات الأخرى خاصة ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية، وحسن التواصل الاجتماعي هذا مهم جداً، هذا الانعزال الآن الذي أنت فيه لن يساعدك أبداً، على العكس تماماً الدراسات الآن تشير أن الذين لديهم تواصل اجتماعي جيد وإيجابي ويلتزمون بالواجبات الاجتماعية هم من أفضل الناس فيما يتعلق بالصحة النفسية، فيجب أن تجعل نفسك من هؤلاء، الرياضة أيضاً مردودها الإيجابي كبير جداً وكذلك التمارين الاسترخائية، العمل ضروري والعمل يجعل الإنسان حقيقة أكثر ثقة في ذاته ويطور من مهاراته، فاحرص على تطوير نفسك من ناحية المهنية.

ويا أخي الكريم لا بد أن تفكر أن تقدم على الزواج، الزواج فيه المودة والسكينة والرحمة ولا تتعامل مع نفسك كشخص معاق أو غير مقتدرة على الزواج، أقدم على ذلك وعليك بالدعاء والصلاة في وقتها وهذه كلها إن شاء الله تعالى تساعدك في التحسن المزاجي، فترة العلاج أخي الكريم يجب أن تستمر لمدة عام على الأقل على ما ذكرته لك من تركيبة دوائية، وبعد ذلك يمكن أن ينظر في أمر تخفيف العلاج قليلاً، وعلاجك على العموم سليم جداً من ناحية الجرعات والمكونات الدوائية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً