الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تتضاعف فدية ارتكاب المحظور أو ترك الواجب بالتأخير

السؤال

هل تتضاعف الكفارة فى الحالات الآتية:
1- من ارتكب محظورا من محظورات الإحرام فعليه فدية صيام 3 أيام أو إطعام 6 مساكين أو دم. هل إذا أتى عليه حج العام الذى يليه بدل 3 أيام صيام يصبحوا 6 والإطعام يصبح 12 مسكينا، وذبح شاتين بدل واحدة وهكذا لو أخر لعامين أو أكثر الفدية؟
2- من عليه دم لتركه واجب من واجبات الحج ودخل عليه حج العام المقبل هل عليه شاتان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن ارتكب محظورا ما من محظورات الإحرام مما يوجب الفدية المخير فيها بين الإطعام أو الصيام أو الهدي، أو مما يوجب غير ذلك مما هو مبين في موضعه، أو ترك واجبا من واجبات النسك مما يجبر تركه بدم فإن الواجب عليه أن يبادر بإخراج ما لزمه من الفدية أو إراقة ما وجب عليه من الدم ولا يجوز له التأخير إن كان متعديا بارتكاب المحظور أو ترك الواجب.

قال العلامة زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: وَيَجِبُ الْقَضَاءُ-أي قضاء النسك الذي أفسده بالجماع- على الْفَوْرِ لِأَنَّهُ تَضَيَّقَ بِالشُّرُوعِ فيه وَلِمَا مَرَّ عن الْبَيْهَقِيّ، وَكَذَا يَجِبُ على الْفَوْرِ كُلُّ كَفَّارَةٍ وَجَبَتْ بِعُدْوَانٍ وَإِنْ كان أَصْلُ الْكَفَّارَاتِ على التَّرَاخِي لِأَنَّ الْمُتَعَدِّيَ لَا يَسْتَحِقُّ التَّخْفِيفَ بِخِلَافِ غَيْرِهِ. انتهى.

فإذا أخر فعل ما وجب عليه من الفدية أو الهدي فهو آثم بهذا التأخير، ولكن لا تتضاعف تلك الفدية ولا ذلك الهدي وإنما يلزمه فعل ما وجب عليه واستقر في ذمته، مع التوبة والاستغفار من تفريطه في تأخير الواجب، ولا نعلم أحدا من العلماء يقول إن الفدية تتضاعف بالتأخير أو بلزوم دمين إذا أخر ذبح ما وجب عليه من الهدي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني