الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع صحبة العمل إذا لم تكن معينة على الخير

السؤال

أعلم أن المرء على دين خليله، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بصحبة الأخيار، لكن المرء في العمل مجبر على صحبة أشخاص معينين منهم غير الملتزم، ومنهم من لا يكترث لموضوع الالتزام، وأرى نفسي غير ملتزم أثناء تواجدى معهم، وأزيد في الالتزام كثيرا كلما كنت منفردا أو انطوائيا، فكيف أوازن بين هذا وذاك، وأجعلهم يعينونني على الطاعة، حيث إن مكان العمل لابد منه؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس الإنسان مجبرا على صحبة من لا تنفعه صحبته، وأما من لابد لك من مخالطتهم في العمل: فخذ من صحبتهم بقدر الحاجة ولا تزد، وهذا الصنف من الناس الذين لابد لك منهم في أمر معيشتك مخالطتهم كما يقول ابن القيم كالدواء إنما تأخذ منه بمقدار الحاجة، وما زاد عليها فهو ضار لك غير نافع، وراجع لبيان أحوال مخالطة الناس الفتوى رقم: 158317.

فعليك أن تبحث عن الأصدقاء الصالحين الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى والقرب منه، وهم موجودون لو صدقت في البحث عنهم، فهؤلاء مخالطتهم وصحبتهم أنفع شيء لك، وهم بمنزلة الغذاء لا يستغنى عنه.

وأما أصدقاء العمل ونحوهم: فخذ من مخالطتهم بقدر الحاجة دون زيادة، ولا تصحبهم فيما يعود عليك بالضرر في دينك أو دنياك، فإن هذا هو الداء العضال، وحاول أن تنصحهم، وتبين لهم ضرورة الالتزام بالدين والتمسك بتعاليمه والانقياد لأحكامه، فإن استجابوا وصاروا عونا لك على طاعة الله فالحمد لله، وإن ظلوا على ما هم عليه فافعل ما أوصيناك به من التقلل من مخالطتهم إلا بقدر الحاجة مجتهدا في البحث عن غيرهم من الأخيار فتصحبهم، وإلا فالوحدة خير من جليس السوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني