الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام خلف الوعد في أداء الدين، وعدم مسامحته إن مات

السؤال

لقد سلَّفت بعض الأصدقاء مبلغا ماليا على فترات محددة، وبعضهم يقول لي: سوف أرجع لك المال بعد أسبوع، وبعضهم يقول: بعد شهر، وتمر سنون، ولم يرجعوا المال، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في ما معنى الحديث: آية المنافق ثلاث... وذكر: وإذا وعد أخلف. هل يعتبرون منافقين؟ وهل من حقي عندما يموتون أن لا أسامحهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن خلف الوعد من علامات النفاق؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. متفق عليه.

فإذا كان هؤلاء الذى اقترضوا منك مالا, ولم يردوه قد أخلفوا الوعد من غير عذر، فإنهم قد اتصفوا بصفة من صفات النفاق, وإن كان خلف الوعد بعذر؛ كالعجز عن الوفاء، فلا لوم عليهم فيه, ولا يدخل في حديث خلف الوعد، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 281755.

والنفاق الوارد في شأن خلف الوعدهو نفاق العمل, لا نفاق الكفر. كما في الفتوى رقم: 71083.

مع التنبيه على حرمة مطل الغني مع قدرته على الوفاء بالدين. كما تقدم في الفتوى رقم: 324703

ولا يجب عليك أن تسامح من لك عليه الحق حيا كان أو ميتا، وفي حال موته، وعنده مال، فلك أن تطالب بدينك, فإن دين الميت يُقضى من تركته قبل قسمها، وهو مقدم على الورثة. وراجع الفتوى رقم: 119655.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني