الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر على أذى الأم من أعظم أسباب رضوان الله

السؤال

أبلغ من العمر 36 سنة، وأعمل في أوروبا. مشكلتي أن أمي عند ما أذهب لزيارتها في المغرب لصلة الرحم، وأغير لها الجو. تصرخ علي طول الوقت بدون مبرر، ولا تحترمني، وتقول لي إنها تريد أن أبني لها فللا، ويكون لها سواق، علما أني أرسل لها كل شهر 600 أورو. ليس في استطاعتي أن أبني لها، وأنا ليست عندي شقة في ملكي لأولادي.
وتمن علي أنها ولدتني، وكستني لما كنت صغيرة. علما أنها لا تصلي، وشغلها الشاغل الفلوس، وتحاول التفرقة بيني وبين زوجي . أحاول أن أبرها، وأقبل رجلها كل يوم لكيلا تصرخ، فهي تصرخ بدون سبب والله العظيم. لكن بدون فائدة.
أبي ذهب من البيت بسبب صراخها المتواصل. وأهلها لا أحد منهم يزورها. أحاول بكل جهدي أن أسعدها، ولا شيء يملأ عينها.
زوجي يحاول كل سنة أن يسافر بها لأحسن الأماكن؛ لكي تتغير نفسيتها، ولكن بدون جدوى.
لا أستطيع حتى أن أسألها سؤالا طبيعيا، إذا ضاع شيء في البيت مثلا. طول الوقت تحتقرني، وتقول لي كل البنات أحسن منك، مع أني تخرجت من أحسن جامعات فرنسا، وحصلت على ماجستير، وكنت أعمل في العطل لكي أدرس نفسي. والآن الحمد لله أعمل، وقد استقررت.
فما نصيحتكم في حالتي؟
أنا محتاجة لفتاويكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لك أن تجتهدي في برّ أمّك، والإحسان إليها قدر طاقتك، ومن أعظم أنواع البر بها: أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر برفق وأدب، ولا سيما في أمر الصلاة؛ فالصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، والمحافظة عليها مفتاح كل خير، ولمعرفة بعض الأمور التي تعين على المحافظة على الصلاة، راجعي الفتوى رقم:3830.
وننصحك أن تصبري على أذاها، وتتجاوزي عن إساءتها إليك، وأن تحتسبي أجر ذلك عند الله تعالى، وأبشري خيراً بعظيم الأجر وجزيل الثواب؛ فإنّ بر الأمّ من أفضل الأعمال التي يحبها الله، والصبر على ذلك من أعظم أسباب رضوان الله، ونيل معيته وتوفيقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني