الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجوكم أن توضحوا لي مسألة العذاب والحساب متى تتم, هل بعد الموت أم بعد يوم القيامة, مع أن معلوماتي بأنها تكون يوم القيامة, ولكن أسألكم لأنني كما أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عرج إلى السماء رأى من الناس من يعذب، وسمعت الشيخ محمد العريفي يقول إن ابن الجوزي رحمه الله قد رأى أحد معلميه في منامه وحدثه أن الله قد حاسبه وحبسه عن الجنة بسبب قشة وإبرة لم يعدها، الرجاء شرح هذه المسألة؟ جزاكم الله كل خير عني وعن كل من أفيده.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العذاب يقع بعض منه في القبر قبل يوم القيامة كما يقع بعض منه في الآخرة، وقد فسر بالعذابين قول الله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21}، وقوله تعالى: وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ* النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {غافر:45-46}.

وأما الحساب فإنه يتم يوم القيامة، لقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا {الإنشقاق:7-8}، وقوله تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {الأنبياء:47}، وقد نقل ابن كثير وغيره عن ابن عباس أن الحساب يكون يوم القيامة، وراجع الفتوى رقم: 48844.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني