الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب حرق بعض العلماء لمؤلفاتهم

السؤال

من خلال مطالعتي لكتب التراجم وخاصة رجال الحديث الشريف وجدت أن بعض العلماء المعتبرين حرق كتبه قبل موته، سؤالي : هل يجوز فعله هذا خاصة وأن هذه الكتب فيها الخير الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لا نجدها عند غيره .
أرجو منكم - حفظكم الله - توضيح ذلك مع جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ورد عن بعض علماء الحديث من أنه أوصى بحرق كتبه بعد موته يمكن حمله على محمل حسن؛ كالخوف من أن تكون النية قد دخلها شيء عند تصنيف تلك الكتب ونحو ذلك.

جاء في كتاب الثقات لابن حبان عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى: أنه كان قد أوصى إلى عمار بن سيف -وكان ابن أخته- بكتبه ليمحوها ويدفنها. اهـ

وهذا لا يعني أن الأحاديث النبوية قد تضيع بهذا الصنيع، فالله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ دينه وشريعته، وهذه الأحاديث التي رواها سفيان الثوري منثورة في كتب السنة ودواوينها، تناقلها عنه تلاميذه ونقلوها إلى من بعدهم، ثم إن الغالب على الظن هو أن سفيان وأمثاله من العلماء كانوا يكثرون الكتابة ثم يتفرغون بعد ذلك لنخل وتنقيح ما كتبوه، فخشي سفيان أن يأخذ الناس كل ما هو مكتوب بما فيه ما لم ينقح وينسبونه إليه على أنه نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني