الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفاسد وآفات الموسيقى والمعازف

السؤال

ما هي أضرار الموسيقى, غير أنها تلهي عن ذكر الله؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمعازف المحرمة، يعود ضررها في الأصل إلى مفسدتها الدينية، وسوء أثرها على إيمان العبد وصلاحه، وما يترتب على كونها معصية من عقوبات إلهية، ونحوها.

قال ابن تيمية: وكذلك قد يكون سببه سماع المعازف، وهذا كما يذكر عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنه قال: " اتقوا الخمر؛ فإنها أم الخبائث؛ وإن رجلا سأل امرأة فقالت: لا أفعل حتى تسجد لهذا الوثن، فقال: لا أشرك بالله، فقالت: أو تقتل هذا الصبي؟ فقال: لا أقتل النفس التي حرم الله، فقالت: أو تشرب هذا القدح؟ فقال: هذا أهون، فلما شرب الخمر، قتل الصبي، وسجد للوثن، وزنى بالمرأة". و "المعازف" هي خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميّا الكؤوس، فإذا سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك، ومالوا إلى الفواحش، وإلى الظلم، فيشركون، ويقتلون النفس التي حرم الله، ويزنون. وهذه "الثلاثة" موجودة كثيرا في أهل "سماع المعازف": سماع المكاء والتصدية. اهـ. من مجموع الفتاوى.

وقال ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ومن مكايد عدو الله ومصايده، التي كاد بها من قلَّ نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء، والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة، الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقة غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه، فقبلت وحيه، واتخذت لأجله القرآن مهجوراً ...اهـ.

ثم أطال غاية الإطالة في بيان تحريم المعازف والغناء المحرم، ومضار الاستماع إليها.

وقال ابن القيم أيضا: والذي شاهدناه نحن وغيرنا، وعرفناه بالتجارب أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم، وفشت فيهم، واشتغلوا بها، إلا سلط الله عليهم العدو، وبلوا بالقحط والجدب، وولاة السوء، والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر، والله المستعان. اهـ. من مدارج السالكين.
وراجع الفتوى رقم: 63027، والفتوى رقم: 281344.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني