الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التنبيه على مقاطع مخلة بالأدب والدين في الأفلام لا يكفي لإباحة رؤيتها

السؤال

أنا مبرمج وأريد أن أنشئ مجموعة لنفيد الأمة من خلال التقنيات الحديثة، وأريد أن أستشيركم في حكم الموقع الذي سأبرمجه: لا يخفى عليكم وعلى الجميع تعاطي الشباب والشابات... مشاهدة الأفلام الأجنبية، ومعظم الأفلام لا تخلو من المحرمات التي لا يرضاها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحيانا تكون بعض المقاطع في الأفلام مخلة جدا للآداب والدين وبكل عرف عندنا، ولهذا فكرت في برمجة موقع لن يزيل هذه الظاهرة، ولكنه على الأقل سيخفف الضرر ـ إن شاء الله ـ وهو كالتالي: يكتب المستخدم اسم الفيلم وبعدها يظهر له التوقيت الذي يكون فيه المقطع المخل للآداب، فمثلا: من الدقيقة 16 إلى الدقيقة 18 ـ لكي يتجاوزه، والبيانات تكون من أي شخص قد شاهد الفيلم مسبقا ويضع توقيت المقاطع لكي يحذر المستخدمون الآخرون من مشاهدة المقطع.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله للأخ السائل حرصه على إفادة الأمة.. ولكن الموقع الذي ذكر أنه يريد برمجته، وإن كان يقلل الضرر، إلا إنه لا يزيله بالكلية، وهذا لا يجعله مباحا، فبقاء ما يبقى من المنكرات والمحاذير الشرعية يكفي للمنع منه، ثم إن التنبيه الذي يظهر للمستخدم بمواضع المقاطع المخلة لا يحول بينه وبينها، فهي باقية على حالها، إن أراد مشاهدتها فعل، وذلك أن كثيرا من الناس لا يشعر بالحرج من كل المنكرات، بل مما يتفاحش منها جدا، فمثلا ظهور امرأة متبرجة منكر على أية حال، أيا كان نوع المقطع، حتى ولو كان تعليميا أو تثقيفيا!! ولكن كثيرا من الناس لا يتحرج من هذا لكثرة ما يراه، ويبقى الحرج عنده فقط مما يسميه السائل المقاطع المخلة جدا بالآداب والدين وبكل عرف عندنا !!! ومعنى ذلك أن حذف مثل هذه المقاطع بالكلية لا يجعل الفلم مباحا، لوجود منكرات أخرى، فكيف إذا كانت لن تحذف، وإنما فقط سيتم التنبيه عليها؟ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 59985.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني