الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل فيما اشتملت عليه هذه الغزاة من الأحكام والفقه

منها : أن الجهاد يلزم بالشروع فيه ، حتى إن من لبس لأمته وشرع في أسبابه ، وتأهب للخروج ، ليس له أن يرجع عن الخروج حتى يقاتل عدوه .

ومنها : أنه لا يجب على المسلمين إذا طرقهم عدوهم في ديارهم الخروج إليه ، بل يجوز لهم أن يلزموا ديارهم ، ويقاتلوهم فيها إذا كان ذلك أنصر لهم على عدوهم ، كما أشار به رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم يوم أحد .

ومنها : جواز سلوك الإمام بالعسكر في بعض أملاك رعيته إذا صادف ذلك طريقه ، وإن لم يرض المالك .

ومنها : أنه لا يأذن لمن لا يطيق القتال من الصبيان غير البالغين ، بل يردهم إذا خرجوا ، كما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر ومن معه .

ومنها : جواز الغزو بالنساء ، والاستعانة بهن في الجهاد .

ومنها : جواز الانغماس في العدو ، كما انغمس أنس بن النضر وغيره .

ومنها : أن الإمام إذا أصابته جراحة صلى بهم قاعدا ، وصلوا وراءه قعودا ، [ ص: 190 ] كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة ، واستمرت على ذلك سنته إلى حين وفاته

التالي السابق


الخدمات العلمية