الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                خرج في هذا الباب:

                                1140 1198 - حديث: مالك، عن مخرمة، عن كريب، عن ابن عباس ، قال: بت عند خالتي ميمونة.

                                فذكر الحديث في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم- بالليل، وصلاة ابن عباس معه .

                                وفيه: قال:

                                فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني [ ص: 358 ] اليمنى يفتلها بيده، فصلى.


                                التالي السابق


                                وذكر الحديث، وقد سبق بتمامه في غير موضع.

                                وخرجه مسلم أيضا.

                                وخرجه من طريق الضحاك بن عثمان ، عن مخرمة ، وفي روايته: فقمت إلى جنبه الأيسر، فأخذ بيدي فجعلني في شقه الأيمن، فجعل إذا أغفيت أخذ بشحمة أذني.

                                فتبين بهذه الرواية: أن أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم- بأذن ابن عباس في الصلاة إنما كان عند نعاسه، إيقاظا له.

                                وكذلك خرجه أبو داود والنسائي من رواية سعيد بن أبي هلال ، عن مخرمة ، وفي حديثه: فقمت إلى جنبه، عن يساره،فجعلني عن يمينه، ووضع يده على رأسي، وجعل يمسح أذني، كأنه يوقظني.

                                فهاتان الروايتان فيهما دلالة على أنه إنما أخذ بأذنه بعد أن أداره عن يمينه.

                                وفيه رد على من زعم: أن أخذه بأذنه وفتلها إنما كان ليديره عن شماله إلى يمينه، كما قاله ابن عبد البر .

                                قال: وهذا المعنى لم يقمه مالك في حديثه، وقد ذكره أكثر الرواة.

                                قال: وقيل: إنما فتل أذنه ليذكر ذلك ولا ينساه، وقيل: ليذهب نومه. انتهى.

                                [ ص: 359 ] ورواية الضحاك مصرحة بهذا المعنى الأخير، ورواية سعيد بن أبي هلال تدل عليه أيضا.



                                الخدمات العلمية