الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      58 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس قال بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك ثم تلا هذه الآيات إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها ثم توضأ فأتى مصلاه فصلى ركعتين ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين ثم أوتر قال أبو داود رواه ابن فضيل عن حصين قال فتسوك وتوضأ وهو يقول إن في خلق السموات والأرض حتى ختم السورة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( قال ) : أي شريح ( بأي شيء كان يبدأ ) : من الأفعال ( بالسواك ) : فيه بيان فضيلة السواك في جميع الأوقات وشدة الاهتمام به ، وتكراره لعدم تقييده بوقت الصلاة والوضوء .

                                                                      والحديث أخرجه الجماعة إلا البخاري والترمذي .

                                                                      واعلم أن هذا الحديث ليس في عامة النسخ ، وكذا ليس في مختصر المنذري ولا الخطابي ، وإنما وجد في بعض النسخ المطبوعة ، ففي بعضها في هذا الباب ، أي في باب السواك لمن قام بالليل ، وفي بعضها في باب الرجل يستاك بسواك غيره ، ولا يخفى أنه لا يطابق الحديث ترجمة البابين فرجعت إلى جامع الأصول للحافظ ابن الأثير فلم أجد هذا الحديث فيه من رواية أبي داود بل فيه من رواية مسلم ، وأما الإمام ابن تيمية فنسبه في المنتقى إلى الجماعة إلا البخاري والترمذي ، وكذا الشيخ كمال الدين الدميري في ديباجة حاشية ابن ماجه نسبه إلى ابن ماجه وغيره ، فازداد إشكالا ، ثم من الله علي بمطالعة تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ جمال الدين المزي ، فرأيته أنه نسبه إلى مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه ، وقال حديث أبي داود في رواية أبي بكر بن داسة . انتهى .

                                                                      فعلم أن وجه عدم مطابقة [ ص: 72 ] الحديث ترجمة البابين هو أن الحديث ليس في رواية اللؤلؤي أصلا ، وإنما درجه الناسخ فيها من رواية ابن داسة فخلط ، والله أعلم .

                                                                      ويمكن أن يقال في وجه المناسبة : إنه إذا كان يستاك عند دخوله البيت بغير تقييد بوقت الصلاة والوضوء فبالأولى أن يستاك إذا قام من الليل للصلاة .




                                                                      الخدمات العلمية