الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النوم أثناء الرقية الشرعية والاستيقاظ بعدها، ما تفسيره؟

السؤال

ما تفسير النوم أثناء الرقية الشرعية والاستيقاظ بعدها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حورية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:
فما ذكرته من النوم أثناء الرقية الشرعية له عدة احتمالات:

أولاً: أن يكون أمراً طبيعياً لأسباب بعضها صحي عارض، أو قلق زائد أو امتلاء البطن، أو الخمول عن النشاط أو قلة النوم، أو بدأت القراءة بعد فرط الحركة أو غير ذلك من الأسباب، وتلافياً لهذا السبب لا بد عند الرقية من الاستعداد النفسي، والنوم الطبيعي، والإقبال على الرقية الشرعية بحب وفهم، والاختصار فيها، والبعد عن الإطالة.

لا بأس من الحديث إلى طبيب مختص في ذلك، فربما عرَضَ لجسده عارضٌ يحتاج إلى دواء.

ثانيا: قد يكون ذلك من تلاعب الشيطان بك ليصدك عن دين الله وعن القراءة، وهذا يصرف بثلاثة:
1- الوضوء قبل القراءة.
2- الاستعاذة عن الوسوسة أو النعاس.
3- التفكر والتدبر في الآيات المقروءة.

ثالثاً: قد يكون هذا من العين أو الحسد، وفي هذه الحالة إن عرفت العائن: فاطلبي منه أن يغتسل، أو تأخذي فضل مائه ثم تغتسلي به، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ . فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ : أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا. قَالَ : " مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ ؟ " قَالُوا : عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ. قَالَ : " عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ). ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ : وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْفَأَ الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ." رواه ابن ماجه.

إن لم تعرفي العائن فعليك بما يلي:

1- المحافظة على الفرائض والنوافل.
2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم.
3- المداومة على الرقية الشرعية كل فترة.
4- قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات صباحاً ومساء، والآيات الواردة فيها ذكر الحسد.

5- الاستماع إلى سورة البقرة كل ليلة في البيت والأفضل قراءتها
6- أكل سبع تمرات من تمر العجوة، ففيه كفاية من السحر والسم -بإذن الله-، فعن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (من تصبح سبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر) متفق عليه، والعجوة هي نوع من أنواع تمور المدينة.

7- إن استطعت عمل عمرة فهذا خير كثير، ويمكنك الشراب من ماء زمزم بنية الشفاء، وطلب الرقية من المشايخ هناك الموثوق بهم.

لا تقلقي أختنا الكريمة، فكل هذه عوارض زائلة، وأنت في نعمة وعافية متى ما تمسكت بدينك وحافظت على أذكارك، نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً