الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهاب اجتماعي ولم أستطع زيارة الطبيب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب بعمر 22 عاماً تقريباً، منذ التحاقي بالجامعة وأنا لاحظت أني أعاني من درجة عالية من الرهاب الاجتماعي، لا أختلط بالناس إطلاقًا، وأقضي حياتي كلها في البيت، لا أخرج منه إلا اضطرارًا أو لمقابلة أصدقائي.

الأمر يزداد من حين لآخر، ولم أعد أقدر على فعل شيء وحدي إن لم يكن أحد أصدقائي معي فلا أفعل، أضعت الكثير من الفرص، ولكن هذا بعد أن حاولت كثيراً على فترات مختلفة من التغلب على أزمتي.

لقد حاولت وكنت أعمل منذ مرحلة الثانوية في إحدى الشركات الصغيرة، وتركتها مع دخولي الجامعة، ثم اشتركت في إحدى الأسر الطلابية في بداية مسيرتي الجامعية، ومن ثم في عامي الثالث نزلت للتدريب في إحدى الشركات المتخصصة في مجالي، ولكن تركتها ثم عدت لها ثم تركتها، وكل هذا بسبب مشكلتي، أعتقد أن رهابي الاجتماعي نابع من حكم الناس علي في أول لقاء بيننا؛ حيث إني قصير القامة، طولي 168 سم، وشكلي صغير قليلاً، ففي أي لقاء مع شخص جديد أسمع تعليقًا أو حكماً علي بصغر سني.

أصبحت أشعر وكأن نظرات الناس تلاحقني، في أي مكان أكون صوب نظرهم، وأشعر أني أخشاهم.

أنا في سنتي الأخيرة من الكلية، ولم أتدرب كما فعل زملائي ولم أعمل مثلهم أثناء الجامعة، ووجدت نفسي أفنيت الكثير بلا أي نجاح أو إنجاز أو حتى محاولة طويلة الأمد.

الآن أريد أن أتقدم للعمل في إحدى الشركات قبل التخرج، ولكن خوفي الشديد يمنعني، والتوتر دائماً يظهر علي بشكل لافت، أخشى الرفض بعد الكثير منه، في كل مرة يتكرر الحكم عليّ الأمر يزداد سوءاً بعدها، فشلت في محاولة زيارة أي طبيب.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على رسالتك التي اطلعنا عليها، ولا شك أنك تعاني كثيرًا من موضوع ما ذكرت في رسالتك من الرهاب الاجتماعي، ورغم محاولتك المتكررة إلَّا أنك تدور في نفس الحلقة المفرغة، والتي تزيد من حالة الرهاب الاجتماعي لديك.

ذكرت لنا في نهاية الرسالة بأنك فشلت في محاولة زيارة طبيب، ولكن هنالك أيضًا طرق مختلفة في التعامل مع الرهاب الاجتماعي، فليس بالضرورة زيارة الطبيب النفسي إذا كان لديك تحفظات في ذلك؛ ولكن يمكنك زيارة الأخصائيين النفسيين، (Psychologists) فهم يمكن أن يُساعدوك كثيرًا في التخلص من هذا الرهاب الاجتماعي.

هنالك أنواع من التدخلات السيكولوجية أو النفسية المعروفة، والتي يمكن من خلالها تغيير النمط السلوكي المرتبط بالرهاب الاجتماعي، ومن ثم التخلص من الرهاب الاجتماعي وعودتك إلى الاندماج في المجتمع بشكل إيجابي.

لكن أيضًا أودُ أن أزيل فكرة أن هناك مشكلة في التعامل مع الطبيب؛ لأن الطبيب أيضًا إذا تم تشخيص حالة الرهاب الاجتماعي يمكنه أن يساعدك أيضًا في استخدام بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من الرهاب الاجتماعي، هناك أدوية قلق معروفة، يمكن استخدامها، ولها فوائد جمّة في التخلص من القلق المرتبط بالرهاب والخوف الاجتماعي.

لذلك أنصحك أيضًا أن تقوم بزيارة الطبيب، والتأكد من حالتك الصحية أولًا، وفي نفس الوقت يصف لك العلاج المناسب، حسب حالتك، وتأكد أنك يمكنك التخلص من الرهاب الاجتماعي وعودتك للمجتمع بشكل قوي، وأنت لا زلت صغيراً في السن، يمكنك التخلص من هذا الرهاب والعودة إلى المجتمع.

ثانيًا: أنصحك أيضًا - أخي الفاضل - بأن تركّز على مسائل أخرى إيجابية في الحياة، منها الجوانب الاجتماعية، والجوانب الرياضية، وما يمكن أن يُساعدك على الاندماج في المجتمع، والمشاركة، سواء كان في مجال العمل أو في مجال الحياة الاجتماعية.

ثالثًا: لا تنس أيضًا المشاركة من خلال الأنشطة الدينية المختلفة، ممارسة الشعائر الدينية والالتفات إلى ما يمكن أن يساعدك على تغيير نمط الحياة إلى حياة إيجابية، والنظر إلى المستقبل بعون الله تعالى.

وفقك الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً