الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعطاء الموظف مالًا ليتغاضى عن أمر مخالف للقانون

السؤال

هل موظف الوحدة المحلية له أن يأخذ بعضا من المال اليسير نظير تغاضيه عنا، إذا تم الإبلاغ عنا أثناء بناء جزء صغير جدا -تعلية غرفة، وبناء حمام- فوق منزلي، مع العلم أن هذا البناء البسيط لا يضر أحدا، ولا يضر المصلحة العامة؟ وهل هذا يعتبر من سبيل الرشوة أم لا، مع العلم أن منطقتي تقع ضمن كور دون المباني -يعني أنه يجوز البناء فيها- ولكن التراخيص تعطى لبناء دور كامل، وتكون غالية جدا، ونحن نريد أن نبني دورا كاملا، إلا أننا لا نقدر على هذه المصاريف حاليا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن القيود التي تقيد الدولة بها المباحات، والقوانين التي تلزم المواطن بالعمل بمقتضاها، وضعت للمصلحة العامة، فيجب التقيد بها، وعدم التحايل عليها، لأن عدم التقيد بها يفضي إلى الفوضى، وإلى تقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة.

وعليه؛ فلا يجوز للسائل، أو غيره أن يعطي الموظف مالا ليتغاضى له عن أمر مخالف لتلك القوانين، كما لا يجوز للموظف أن يأخذه، لأنه رشوة، يحرم دفعها، كما يحرم أخذها، ففي المستدرك على الصحيحين أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ، وَالْمُرْتَشِيَ، وَالرَّائِشَ الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا.

والقاعدة أن: ما حرم أخذه، حرم إعطاؤه.

وراجع في معناها الفتوى: 218275.

وعلى هذا؛ فلا يجوز للسائل دفع هذا المال، هذا هو الأصل.

أما كون هذا البناء من حقه، أو أنه لا ضرر فيما سيحدثه من البناء، أو نحو ذلك مما يراه السائل مسوغا للتحايل على تلك القوانين، فهذا يرجع فيه إلى أهل العلم، وذوي الاختصاص في بلده، لأنهم هم الذين يمكنهم التحقق من ذلك كله.

وانظر للفائدة الفتوى: 104585.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني