الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس شديدة أرهقتني عقليًا ونفسيًا، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتى، عمري 16 سنةً، قبل أربعة أشهر عندما كنت أريد النوم، انتابتني وسوسة عن النوبة القلبية والموت بدون سبب، وعندما اشتدت الوساوس أصبت بخوف شديد، وقلق، وضيق في التنفس، وأصبحت أوسوس وأخاف من الموت، ولا أعرف ماذا أصابني، لكنني لم أستطع النوم في الليل لمدة أسابيع؛ بسبب الخوف من أن تأتيني مثل هذه الأعراض، وكنت أتمرن قبل هذه الحادثة بأوزان عالية، لكني بسبب ضيق التنفس الذي أصابني نفرت من التمرين فتركته، ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أدري ماذا بي، فقد أصبحت أشعر بأني مدمر نفسياً وعقليًا، ولم أعد أستطيع الدراسة، ولا التمرن، وحتى عبادتي لم تعد كالسابق.

وقد أجريت فحصًا للقلب والصدر، وكان كل شيء سليمًا -والحمد لله-، لكن الطبيب وصف لي prolol 10، وبيرلكس، وزنك، وفيتامين b3، وقد تحسنت على هذه الأدوية لفترة من الزمن، ولكن بعد ذلك أصبت بنوع جديد من الأمراض، لا أعرف ما هو، ولا أعرف كيف أصفه!

أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حفص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما ذكرته من أعراض من الخوف، والوساوس، والقلق، وضيق التنفس من الأعراض المعروفة التي تحدث كثيرًا عند حالات القلق، وبما أنك قمت بعمل الفحوصات، وتأكدت من الطبيب أن صحتك الجسمانية سليمة؛ فإن ذلك يؤكد أن استمرار هذه الأعراض بالمستوى الذي أثّر على حياتك اليومية، من إيقافك للتمارين الرياضية، وعدم القدرة على الدراسة، وابتعادك عن أداء العبادات، كل هذه الآثار تعني أن درجة القلق عندك وصلت لمرحلة تحتاج إلى التقييم والعلاج.

ولذلك أنصحك -ابني الفاضل- أن تُباشر بمقابلة الطبيب النفسي، حتى يتم عملية التقييم السليم لنوع القلق الذي تعاني منه، وأطمئنك أن اضطرابات القلق يمكن أن تحدث عند الصغار وعند الكبار، وكلها يمكن أن يتم معالجتها، ويمكن التخلص منها بأنواع العلاجات المختلفة.

صحيح أنك أُعطيت بعض الأدوية، التي يمكن أن تساعدك على التخلص من الأعراض التي تشتكي منها، وبعض المساعدات مثل: الفيتامينات والزنك، وهذه الأشياء، ولكن أنت تحتاج إلى استخدام علاجات وعقاقير خاصةً للتخلص من اضطرابات القلق، وكذلك ربما قد تحتاج إلى بعض أنواع العلاجات النفسية السلوكية الفكرية؛ التي يمكن أن تساعدك على التخلص من بعض الأفكار، والوساوس، والقلق، وتُعيد لك حياتك اليومية كما كانت.

كذلك جزء من الخطة العلاجية أيضًا يرتبط بعودتك -إن شاء الله- إلى أداء العبادات في وقتها، وممارسة حياتك الرياضية؛ لأن هذا أيضًا يساعد على الاستشفاء -إن شاء الله- من حالات القلق والوساوس.

عمومًا: لا بد لك من زيارة الطبيب، خاصةً وأنك قد تحتاج إلى أن تبدأ مرحلةً علاجيةً مبكّرةً، حتى يتم التخلص من هذا الاضطراب في وقت مبكّر، وعدم الالتفات إليه، أو عدم معالجته في فترة مبكّرة قد يؤدي إلى مضاعفة الأمر.

وللفائدة راجع هذه الروابط: (288014 - 2206953 - 2136823 - 2181620 - 2250245).

نسأل الله سبحانه وتعالى لك الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً