الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحكم عقلي ولا أنقاد وراء عواطفي التي توقعني في الأخطاء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، أبلغ من العمر 16 سنة، ودائمًا في حالةٍ من القلق والأفكار السلبية تسيطر علي، وعقلي يضخم الأمور، ويشعرني بأن الحياة سوف تنتهي، مما يجعلني في حالة من التفكير المستمر لتجنب الوقوع في الخطأ.

كما أني أشعر بالخوف من المجهول، وعند وقوعي في أي خطأ أجلد نفسي وأكره ذاتي، وتراودني أفكار انتحارية كثيرة، فلا أدري كيف أحسن الظن بالله وأفكر بطريقةٍ إيجابية، وما هي الطريقة الصحيحة التي يمكنني من خلالها التعامل مع أفكاري، وكيف أغيرها؟

شخصيتي حساسة للغاية، وأبكي من أقل شيء، وعواطفي تقودني، وأقع في قرارات خاطئة، فكيف أفكر بعقلي وليس بعواطفي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتي- عبر استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

ابنتي: أطمئنك أنك بدأت بطريق التغيير من حيث كتبت لنا بهذا السؤال، فلا شك أن الذي دفعك لكتابة هذا السؤال هو رغبتك الجادة والحقيقية في التغيير إلى الأحسن، وفي إحسان الظن بالله عز وجل، فأنت على الطريق الصحيح -بإذن الله تعالى-.

كثيرًا ما يتناول الناس عبارة أن يفكروا بعقلهم وليس بعواطفهم، إلا أن هذا في الحقيقة ليس كلامًا دقيقًا، فالله تعالى خلقنا لنستعمل كلا الأمرين عقلنا وعواطفنا، العواطف ليست شيئًا سلبيًا، وإنما هي لغة نحسن التعامل معها، هناك عبارة تقول: العصفور يطير، السمك يسبح، والإنسان يشعر، فنحن بشر لأن لدينا مشاعر وعواطف تعيننا على اتخاذ القرار، فلا تقلقي من أنك تستعملين كلا الأمرين، التفكير العقلي المنطقي، والشعور العاطفي فكلاهما مفيد معًا.

وربما هذا من مدلول حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، إلا وهي القلب)، فلا تقلقي من هذا.

الأمر الثاني واضح أنك شديدة الحساسية، ويغلب على تفكيرك الأمور السلبية، حيث إنك تتجنبين الوقوع في الخطأ، فتشعرين بالخوف مما هو قادم أو مجهول، وإذا وقعت في الخطأ كما ذكرت، فإنك تجلدين نفسك! ابنتي: سأذكر لك بعض الأمور التي يمكن أن تعينك على تغيير هذا الحال:

أولًا: لا تضعي الأمور السلبية في نفسك، وإنما ربما في البيئة من حولك، والأحداث الجارية، فحاولي أن لا تدخلي هذه السلبيات إلى نفسك، وكأنها نابعة منك، لا، إنها ليست نابعة منك، إلا أن الظروف يمكن أن تكون سلبية.

ثانيًا: مارسي التمارين الرياضية، فالرياضة مضادة للأفكار السلبية.

ثالثًا: تحدثي عن هذا الأمر كما فعلت لنا في هذا السؤال.

رابعًا: ابحثي عن طريقة تقدمين بها المساعدة للآخرين، فعون الآخرين يساعدنا على أن نكون إيجابيين مع أنفسنا.

خامسًا: ابحثي عن مجالات لتشكرين الله تعالى بها، لقوله: (لئن شكرتم لأزيدنكم)، فإن مما يعيننا على الإيجابية أن نشكر الله تعالى على ما عندنا.

سادسًا وأخيرًا: حاولي أن تكتبي عندك بعض الأفكار الإيجابية عن نفسك، اذكري عبارات أنا كذا، أنا كذا من الأمور الإيجابية، فمن خلال الوقت ستترشح هذه الأفكار الإيجابية المنتقاة إلى داخل نفسك وأعماقك.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2340756 - 2248962 - 2411381 - 422261 - 2240168 - 15807).

ادعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينك في دراستك، ليس لتكوني من الناجحات، بل من المتفوقات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً