الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وأسأله اللطف والإعانة في جميع الأحوال وحال حلول الإنسان في رمسه )

                                                                                                                            ش : لما اعترف بالعجز والتقصير سأل من مولاه القدير اللطيف الإعانة و اللطف لغة الرفق وعرفا ما يقع عنده صلاح العبد آخرة بأن تقع منه الطاعة دون المعصية والإعانة والمعونة والعون المساعدة والأحوال جمع حال يذكر ويؤنث وهو ما يكون الإنسان عليه في الوقت الذي هو فيه والحلول النزول والإنسان واحد الأناسي يطلق على الذكر والأنثى قال في الصحاح : ولا تقل إنسانة ، والعامة تقوله وقال في القاموس : والمرأة إنسان وبالهاء عامية وسمع في شعر كأنه مولد

                                                                                                                            لقد كستني في الهوى ملابس الصب الغزل     إنسانة فتانة
                                                                                                                            بدر الدجى منها خجل     إذا زنت عيني بها
                                                                                                                            فبالدموع تغتسل

                                                                                                                            والرمس في الأصل مصدر قال في الصحاح : رمست عليه الخبر كتمته ويطلق على القبر وعلى ترابه وخص هذه الحالة لشدة الحاجة فيها إلى مزيد اللطف والإعانة إذ هي أول منزل من منازل الآخرة ومعلوم أن الرحلة الأولى صعبة على المسافر في الدنيا فكيف الحال هنا نسأل الله السلامة وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأسند المصنف قوله لا أحصي إلى ضمير الواحد وقوله ونسأله إلى ضمير الجماعة كأن الأول فيه الاعتراف بالعجز وإنما يثبته الإنسان لنفسه وهو أيضا مقام استغراق ونفي الكثرة والثاني دعاء والمطلوب فيه مشاركة المسلمين فإن ذلك مظنة الإجابة قال الرازي إن الدعاء مهما كان أعم كان إلى الإجابة أقرب والله أعلم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية