الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[الجيم]

وأما الجيم: فتقدم الكلام على أنها تخرج من المخرج الثالث من مخارج الفم، وهو من وسط اللسان، بينه وبين وسط الحنك، وهي مجهورة شديدة منفتحة منسفلة مقلقلة، فإذا نطقت بها فوفها حقها من صفاتها.

وإذا سكنت الجيم، سواء كان سكونها لازما أو عارضا، فإن كان لازما وجب التحفظ من أن تجعل شينا، لأنهما من مخرج واحد، فإن قوما يغلطون [ ص: 116 ] فيها، لا سيما إذا أتى بعدها زاي أو سين، فيحدثون همسا ورخاوة ويدغمونها في الزاي والسين، ويذهبون لفظها، وذلك نحو قوله تعالى: {اجتمعوا} [الحج: 73]، و {النجدين} [البلد: 10] و {اجتنبوا} [الحجرات: 12] و {خرجت} [البقرة: 149] و {وجهك} ] [البقرة: 144] و {تجزى} [غافر: 17] و {تجزون} [الأنعام: 93]، و {رجزا} [البقرة: 59] و {رجسا} [التوبة: 125] ونحو ذلك، فلا بد أن ينطق بجهرها وشدتها وقلقلتها. وإذا كان سكونها عارضا فلا بد من إظهار جهرها وشدتها وقلقلتها، وإلا ضعفت وانمزجت بالشين، وذلك نحو قوله تعالى: {أجاج} [الفرقان: 53] و {فخراج} [المؤمنون: 72] ونحو ذلك في الوقف.

وإذا أتت الجيم مشددة أو مكررة وجب على القارئ بيانها، لقوة اللفظ بها وتكرير الجهر والشدة فيها، نحو قوله: {حاججتم} [آل عمران: 66] و / {حاجه} [الأنعام: 80].

فإن أتى بعد الجيم المشددة حرف مشدد خفي كان البيان لهما جميعا آكد، لئلا يخفى الحرف الذي بعد الجيم وليظهر الجيم، نحو قوله تعالى: {يوجهه} [النحل: 76]، والبيان لهما لازم، لصعوبة اللفظ بإخراج الهاء المشددة [بعد الجيم المشددة] ، لأجل خفاء الهاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية