الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[الدال]

وأما الدال المهملة: تقدم الكلام على مخرجها، وهو مخرج التاء المذكور، وعلى أنها مجهورة شديدة منفتحة منسفلة متقلقلة.

وإذا سكنت الدال - وسواء كان سكونها لازما أو عارضا - فلا بد من قلقلتها وبيان شدتها وجهرها: فإن كان سكونها لازما، سواء كان من كلمة أو من كلمتين وأتى بعدها حرف من حروف المعجم، لا سيما النون فلا بد من قلقلتها وإظهارها، لئلا تخفى عند النون وغيرها، لسكونها واشتراكهما في الجهر، نحو قوله تعالى: {لقد لقينا} [الكهف: 62] و {لقد رأى} [النجم: 18] و {قد نرى} [البقرة: 144] و {القدر} [القدر: 1] و {بالعدل} [ ص: 122 ] [البقرة: 282] و {وعدنا} [المؤمنون: 83] ونحو ذلك.

وإياك إن أظهرتها أن تحركها كما يفعل كثير من العجم، وذلك خطأ فاحش. وقال لي شخص يزعم أنه إمام عصره: لا تكون القلقلة إلا في الوقف، فقلت له: سلاما.

وإن كان سكونها عارضا فلا بد من بيانها وقلقلتها، وإلا عادت تاء.

وإياك إن تعمدت بيانها أن تشددها، كما يفعل كثير من القراء.

وإذا تكررت الدال وأتت مشددة وغير مشددة وجب بيان كل منهما، لصعوبة التكرير على اللسان، فالإظهار لازم كقوله: {ومن يرتدد منكم} [البقرة: 217]، {أخي * اشدد به} [طه:30،31] ، {أنحن صددناكم} [سبأ: 32] و {وعدده} [الهمزة: 2] و {ممددة} [الهمزة: 9] ونحوه، البيان لازم.

وكذلك إذا كانت الدال بدلا من تاء وجب على القارئ بيانها، لئلا يميل بها اللسان إلى أصلها، وذلك نحو: {مزدجر} [القمر: 4] و {تزدري} [هود: 31] وشبهه.

وإذا التقى الدال بالتاء وهو ساكن، أدغم من غير عسر، سواء كان من كلمة أو من كلمتين، كقوله: {ووعدتكم} [إبراهيم: 22] و {مهدت}[المدثر: 14] و {قد تبين} [البقرة: 256] و {لقد تاب} [التوبة: 117]، ومع ذلك فإذا جاء بعدها ألف لفظ بها مرققة.

التالي السابق


الخدمات العلمية