الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2923 حدثنا أحمد بن حنبل وعبد العزيز بن يحيى المعنى قال أحمد حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحق عن داود بن الحصين قال كنت أقرأ على أم سعد بنت الربيع وكانت يتيمة في حجر أبي بكر فقرأت والذين عقدت أيمانكم فقالت لا تقرأ والذين عقدت أيمانكم إنما نزلت في أبي بكر وابنه عبد الرحمن حين أبى الإسلام فحلف أبو بكر ألا يورثه فلما أسلم أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يؤتيه نصيبه زاد عبد العزيز فما أسلم حتى حمل على الإسلام بالسيف قال أبو داود من قال عقدت جعله حلفا ومن قال عاقدت جعله حالفا قال والصواب حديث طلحة عاقدت

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( على أم سعد بنت الربيع ) : هي أم سعد بنت سعد بن الربيع الأنصارية صحابية أوصى بها أبوها إلى أبي بكر الصديق فكانت في حجره ويقال إن اسمها جميلة ( لا تقرأ { والذين عاقدت } ) : أي بالألف ولكن اقرأ والذين عقدت أي بغير ألف مع [ ص: 111 ] التخفيف ، وكانت هذه قراءتها ، مع أنه قرئ في القرآن بالوجهين ( حين أبى الإسلام ) : فتأخر إسلامه إلى أيام الهدنة فأسلم وحسن إسلامه ، وقيل إنما أسلم يوم الفتح ، ويقال إنه شهد بدرا مع المشركين وهو أسن ولد أبي بكر رضي الله عنه كذا في الإصابة ( فما أسلم ) : ما نافية أي عبد الرحمن ( حتى حمل ) : بصيغة المجهول ( على الإسلام ) : أي على قبول الإسلام ( بالسيف ) : والمعنى أن عبد الرحمن لم يسلم وتأخر إسلامه إلى أن غلب الإسلام بقوة السيف . والحديث سكت عنه المنذري ( من قال عقدت جعله حلفا ) : فمعنى قوله عقدت أي عقدت عهودهم أيديكم . ومعنى عاقدت أي عاقدتهم أيديكم ( والصواب حديث طلحة عاقدت ) : أي بالألف من باب المفاعلة ، وهي قراءة نافع وابن عامر وابن كثير وأبي عمرو .

                                                                      وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد إيراد حديث داود بن الحصين عن أم سعد وهذا قول غريب والصحيح الأول ، وأن هذا كان في ابتداء الإسلام يتوارثون بالحلف ثم نسخ وبقي تأثير الحلف بعد ذلك ، إن كانوا قد أمروا أن يوفوا بالعهود والعقود والحلف الذي كانوا قد تعاقدوه قبل ذلك . انتهى .




                                                                      الخدمات العلمية