الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  812 ( ويذكر عن أبي هريرة رفعه لا يتطوع الإمام في مكانه ولم يصح )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  إنما قال : يذكر ، بصيغة المجهول من المضارع لأنه صيغة التعليق التمريضي ، قوله : “ رفعه " ، مضاف إلى الفاعل وهو الضمير الراجع إلى أبي هريرة ، وهو مرفوع بأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، قوله : “ لا يتطوع الإمام " . جملة في محل النصب لأنها مفعول المصدر المذكور ، أعني قوله : " رفعه " ، وذكر أبو داود وابن ماجه هذا بالمعنى ، فقال أبو داود : حدثنا مسدد ، أخبرنا حماد وعبد الوارث ، عن ليث ، عن الحجاج بن عبيد ، عن إبراهيم بن إسماعيل ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيعجز أحدكم - قال عن عبد الوارث - أن يتقدم أو يتأخر أو عن يمينه أو عن شماله . زاد حماد : في الصلاة ، يعني في السبحة ، انتهى ، يعني في التطوع ، وبهذا استدل أصحابنا أن الرجل لا يتطوع في مكان الفرض ، وإليه ذهب ابن عباس وابن الزبير وأبو سعيد وعطاء والشعبي - رضي الله تعالى عنهم ، وقال صاحب المحيط : ولا يتطوع في مكان الفرض ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أيعجز أحدكم إذا فرغ من صلاته أن يتقدم أو يتأخر بسبحته " . ولأنه ربما يشتبه حاله على الداخل فيحسب أنه في الفرض فيقتدي به في الفرض ، وأنه لا يجوز .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ ولم يصح " ، من كلام البخاري ، أي : لم يثبت هذا الحديث لضعف إسناده ، لأن فيه إبراهيم بن إسماعيل ، قال أبو حاتم : هو مجهول ، وتفرد به ليث بن أبي سليم ، وهو ضعيف ، واختلف عليه فيه ، ولكن أبا داود لما رواه سكت عنه وسكوته دليل رضاه به ، وفي صحيح مسلم ما يشده ; وهو أن معاوية رضي الله تعالى عنه رأى السائب بن يزيد ابن أخت نمر صلى بعد الجمعة في المقصورة ، قال : فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت ، فأرسل إلي لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية