الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
83 [ ص: 184 ] الأصل

[ 56 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا عبد الوهاب الثقفي، حدثني المهاجر أبو مخلد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أرخص للمسافر أن يمسح على الخفين ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوما وليلة.

التالي السابق


الشرح

عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله الثقفي البصري، أبو محمد.

سمع: أيوب السختياني، ويحيى بن سعيد، وخالد الحذاء، وعبيد الله بن عمر.

وروى عنه: إسحاق الحنظلي، والشافعي، وأبو موسى، وبندار، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة.

ولد سنة عشر ومائة، ومات سنة أربع وتسعين ومائة.

والمهاجر أبو مخلد: هو مهاجر بن مخلد البصري.

سمع: أبا العالية، وعبد الرحمن بن أبي بكرة.

وروى عنه: عبد الوهاب، وبشر بن المفضل.

وعبد الرحمن بن أبي بكرة أحد بني أبي بكرة الثقفي، وهو أول [ ص: 185 ] مولود ولد في الإسلام بالبصرة، ومات بها سنة اثنتين وخمسين أو إحدى وخمسين أو تسع وأربعين.

وروى عنه: الأحنف، وحميد بن عبد الرحمن، والحسن البصري.

والحديث ثابت مشهور، قال أبو عيسى الترمذي في العلل: سألت محمدا - يعني: البخاري - عنه فقال: إنه حسن.

ورواه عن عبد الوهاب: بندار، وبشر بن معاذ، ومحمد بن أبان، ولم يقولوا في أوله: أن يمسح على الخفين وقالوا في آخره: إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليهما.

وعن الربيع أنه جعل هذه الزيادة من قول الشافعي، وغلطوه فيه.

وروى الحديث عن الشافعي: المزني وحرملة كما رواه سائر رواة عبد الوهاب، وهو أصل في توقيت المسح للمسافر والمقيم، وقد ثبت التوقيت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية جماعة من الصحابة منهم: علي، وصفوان بن عسال، وحديث صفوان مذكور على الأثر وقد يروى: وللمقيم يوم وليلة بالرفع وعلى هذا فهو مقطوع عن أرخص، والمعنى: وللمقيم يوم وليلة يمسح فيهما




الخدمات العلمية