الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
174 الأصل

[ 69 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام". .

قال الشافعي: وجدت هذا الحديث في كتابي في موضعين: أحدهما منقطع، والآخر عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

التالي السابق


الشرح

أبو سعيد الخدري: هو سعد بن مالك بن سنان، وقيل: ابن مالك بن الشهيد بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن خدرة بن عوف، وخدرة وخدارة بطنان من الأنصار، مشهور مكثر من الصحابة.

روى عنه: جابر بن عبد الله، وأبو سلمة، وعطاء بن يسار، والجم الغفير.

توفي سنة أربع وسبعين [ ص: 207 ]

وأبواب التيمم في الأم معقبة بباب مترجم ب جماع ما يصلى عليه ولا يصلى من الأرض والباب مصدر بهذا الحديث فراعى أبو العباس الأصم ترتيب الأم وبين الشافعي أن الحديث روي مرة منقطعا وأخرى موصولا، ولا يضر الانقطاع إذا ثبت الوصل في بعض الروايات.

وقوله: الأرض كلها مسجد أي: موضع للسجود والصلاة، ومثله ما روي عن عائشة أنها ربما كانت حائضا وهي مفترشة بحذاء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي. والمقصود: موضع صلاته.

وهذا الخبر كما روي روي عن أبي هريرة وجابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، وفيه: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وهو مخرج في الصحيح من روايتهما.

وقوله: إلا المقبرة والحمام، المقبرة إن كانت نجسة لاختلاطها بصديد الموتى وما يخرج منهم فلا تجوز الصلاة فيها، وكذلك الحمام إن اشتمل على البول والدم والأنجاس، وإن كانا طاهرين فتجوز الصلاة مع كراهة، روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها واحتج بعض الأصحاب بالخبر على أنه إذا قال: جعلت هذا الأرض مسجدا لا يصير وقفا ومسجدا لمجرد هذا اللفظ




الخدمات العلمية