الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1593 [ 828 ] وعن جابر بن عبد الله قال : مرت جنازة ، فقام لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقمنا معه ، فقلنا : يا رسول الله ، إنها يهودية ! فقال : إن الموت فزع ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا .

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 319) ، والبخاري (1311) ، ومسلم (960) (78) ، والنسائي (4 \ 45 - 46) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " إن الموت فزع " ; أي يفزع إليه ومنه ، وهو تنبيه على استذكاره وإعظامه وجعله من أهم ما يخطر بالإنسان .

                                                                                              والمقصود من هذا الحديث ألا يستمر الإنسان على غفلته عند رؤية الميت ، فإنه إذا رأى الميت ثم تمادى على ما كان عليه من الشغل كان هذا دليلا على غفلته وتساهله بأمر الموت ، فأمر الشرع أن يترك ما كان عليه من الشغل ويقوم تعظيما لأمر الميت واستشعارا به ، وعلى هذا فيستوي في ذلك الميت المسلم [ ص: 621 ] وغيره ، ولذلك قال في الميت الذمي " أليست نفسا ؟! " ، معناه : أليست الجنازة نفسا قبضت ؟

                                                                                              وقيل : إنما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - إجلالا للملائكة الذين مع الميت . وقيل : إنما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - لجنازة اليهودي لأنه كره أن تعلو جنازة اليهودي رأسه . وقيل : لأنه آذاه نتن ريحها - والصحيح الأول .




                                                                                              الخدمات العلمية