الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو صلى الإمام في سطح المسجد والمأموم في أرضه صحت صلاته ، وكذلك لو أراد الإمام أن يصلي على علو من الأرض ليعلم المأمومين أفعال الصلاة كان جائزا مستحبا ، وصلاة جماعتهم جائزة ، وإن لم يرد تعليمهم ، فالأولى أن يكون وإياهم على سطح الأرض سواء .

                                                                                                                                            وكره أبو حنيفة ، ومالك للإمام أن يعلو على المأمومين ، وقال الأوزاعي تبطل صلاتهم تعلقا برواية الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام ، قال : صلى بنا حذيفة بن اليمان فصعد دكة ، فجذبه ابن مسعود حتى أنزله ، فلما فرغ قال له ابن مسعود أما علمت أنه نهي عن هذا ؟ فقال : لو أعلم ما قبلت منك .

                                                                                                                                            ودليلنا رواية أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ، فركع ، ورفع ، ورجع القهقرى حتى نزل فسجد ، ثم رقا ، فلما فرغ من الصلاة قال : إنما فعلت هذا لتأتموا بي ويحمل حديث حذيفة على أنه لم يرد تعليم من خلفه بل هو الظاهر لأنهم صحابة وقد علموا الصلاة مثل علمه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية