الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16684 7390 - (17134) - (4\125) عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة، لم تقبل له صلاة تلك الليلة" .

التالي السابق


* قوله : "من قرض بيت شعر. . . إلخ ": من التقريض .

قال الحافظ في "القول المسدد": أورده ابن الجوزي في "الموضوعات " بإسناد "المسند"، وقال: عاصم - أي: ابن مخلد - في عداد المجهولين .

وقال العقيلي: لا يعرف إلا بعاصم، فلا يتابع عليه، وقزعة بن سعيد مضطرب الحديث، قاله أحمد .

وقال ابن حبان: كان كثير الخطإ، فاحش الوهم .

قلت: ليس في شيء من هذا ما يقضي على هذا الحديث بالوضع، إلا أن يكون استنكر عدم القبول من أجل فعل المباح; لأن قرض الشعر مباح، فكيف يعاقب فاعله بألا يقبل له صلاة؟ فلو علل بهذا، كان أليق من تعليله بعاصم [ ص: 109 ]

وقزعة; لأن عاصما ليس من المجهولين، بل ذكره ابن حبان في " الثقات "، ولم ينفرد أيضا برواية هذا الحديث، فقد تابعه عليه عبد القدوس بن حبيب عن أبي الأشعث، رواه أبو القاسم البغوي، لكن عبد القدوس ضعفه بعض، وكذبه ابن المبارك، فكأن العقيلي لم يعتد بمتابعته، وأما قزعة بن سويد، فهو باهلي بصري، يكنى: أبا محمد، في رواية عن يحيى بن معين أنه ضعيف، وفي رواية ثقة .

وقال أبو حاتم: محله الصدق، وليس بالمتين، يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال ابن عدي: له أحاديث مستقيمة، وأرجو أنه لا باس به .

وقال البزار: لم يكن بالقوي، وقد حدث عنه أهل العلم .

وقال العجلي: لا بأس به، وفيه ضعف .

فالحاصل من كلام هؤلاء: أن حديثه في مرتبة الحسن، وجاء هذا المعنى من حديث ابن عمر موقوفا أيضا، انتهى قلت: هذا في حكم المرفوع .

* * *




الخدمات العلمية