الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17200 7634 - (17652) - (4\185) عن أبي حميد الرعيني، أخبرني يزيد ذو مصر، قال: أتيت عتبة بن عبد السلمي، فقلت: يا أبا الوليد، إني خرجت ألتمس الضحايا، فلم أجد شيئا يعجبني غير ثرماء، فما تقول؟ قال: ألا جئتني بها، قلت: سبحان الله، تجوز عنك ولا تجوز عني؟ قال: نعم، إنك تشك ولا أشك، إنما " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المصفرة، والمستأصلة ، والبخقاء، والمشيعة والكسراء " والمصفرة: التي تستأصل أذنها حتى يبدو صماخها، والمستأصلة: [التي استؤصل] قرنها من أصله، والبخقاء: التي تبخق عينها، والمشيعة: التي لا تتبع الغنم عجفا، وضعفا، وعجزا، والكسراء: التي لا تنقي .

التالي السابق


* قوله : "غير ثرماء": - بمثلثة ومد - ، والثرم: سقوط الثنية من الأسنان، وقيل: الثنية والرباعية، وقيل: أن تنقلع السن من أصلها مطلقا .

* "عن المصفرة": ضبط على بناء المفعول، من أصفر - بالفاء - ، وفسر بالمستأصلة أذنها; لأن صماخها صفر عن الأذن - بكسر الصاد - " أي: خال ، وإن روي: المصفرة - بالتشديد - ، يكون للتكثير، وقيل: هي المهزولة، لخلوها من السمن، وروي - بغين معجمة موضع الفاء - ، وفسر بما مر، ولم يعرف، كذا في "المجمع " .

* "والمستأصلة": اسم مفعول من استأصله: أخذه من أصله، والمراد: يؤخذ قرنها من الأصل كما سيذكره المصنف .

* "والبخقاء": بموحدة وخاء معجمة وقاف - .

* وقوله: "التي تبخق عينها": من البخق، وهو ذهاب البصر مع بقاء العين قائمة منفتحة . [ ص: 318 ]

* "والمشيعة": اسم فاعل من شيع - بالتشديد - ، وهي التي لا تتبع غيرها .

* "عجفا": أي: لا تلحقها، فتمشي وراءها، وإن فتحت الياء، فالمعنى أنها تحتاج إلى من يشيعها; أي: يمشي وراءها يسوقها؟ لتأخرها عن الغنم.

* "عجفا": - بفتحتين - .

* "التي لا تنقي ": من أنقى: إذا صار ذا نقي; أي: مخ، فالمعنى: التي ما بقي لها مخ من غاية العجف .

* * *




الخدمات العلمية